الرئيسية » قضايا ساخنة

بغداد ـ وكالات

بينما يحلم العديد من الشباب العراقيين في هذه الأيام بالهجرة إلى أوروبا وفي القلب منها ألمانيا، هناك من يفضل العكس، أي يترك ألمانيا ويعود إلى وطنه العراق رغم الصعوبات الأمنية. DW عربية تحدثت إلى اثنين من العائدين. بحركة سريعة انشغلت يداه بترتيب الحلي الذهبية التي عكست تصاميمها مدى تأثره بالثقافة الألمانية، والتي عرضها على واجهة محله الصغير بطريقة تلفت انتباه المارة في السوق الشعبي بمدينة الصدر ببغداد، لكن هذا الانشغال لم يمنعه من الحديث مع أحد زبائنه لتجهيز طلبياته من المجوهرات الذهبية. وبدا حسن سلمان في ذلك حريصاً على الوقت، "وهو من أول الأمور التي تعلمت احترامها في ألمانيا"، يقول لـ DW عربية.  سلمان هاجر إلى ألمانيا في تسعينات القرن الماضي، وهجرها عائداً إلى العراق عام 2005. ولم يكن تردي الواقع الخدمي والأمني في العراق عائقاً أمام سلمان (41 عاماً)، عندما اتخذ قرار العودة من بلد المهجر "ألمانيا" إلى موطنه الأم "العراق". ويروي سلمان حكاية هجرته إلى "جوهرة العالم ألمانيا"، كما يصفها، وكيف قرر الهجرة في حينها وعن اتخاذه لقرار عودته بعد أن استقر في ألمانيا لنحو تسعة أعوام والعمل فيها بالعديد من الأعمال الحرة. ويشدد سلمان، الذي يعمل اليوم في صياغة المجوهرات الذهبية في إحدى الأسواق الشعبية التابعة لمدينة الصدر شرق العاصمة بغداد، على أن "شغف الحرية والبحث عن التحرر في زمن نظام البعث كان وراء ترك مقعدي الدراسي في معهد الفنون التطبيقية ببغداد، وهجرتي إلى ألمانيا وكنت حينها لم أتجاوز الـ 23 من عمري". وعن سبب اختياره العيش في ألمانيا عن باقي الدول الأوربية يضيف سلمان في حديثه مع DW عربية: "بدأت حكايتي مع هذا البلد منذ طفولتي من خلال تشجيعي للمنتخب الألماني لكرة القدم (...). ألمانيا بلد متعدد الثقافات وهذا ما لا نجده في بقية البلدان الغربية". لكن تلك الهجرة كانت محفوفة بالكثير من المصاعب والتحديات، عن المصاعب التي واجهته عند دخوله ألمانيا يقول سلمان: "في بداية الأمر واجهتني عدة عوائق أبرزها الاندماج في مجتمع عرف بتنوع ثقافاته وهذا ما لم اعتد عليه من قبل في بلدي، الذي عاش عزلة بسبب الحروب وأوضاعه السياسية"، كما أن "اختلاف عامل اللغة أثر سلباً على أجور عملي الزهيدة". "عملت خلال فترة بقائي في ألمانيا في العديد من الأعمال الحرة البسيطة التي تحتاج إلى مجهود عضلي أبرزها البناء والتنظيف داخل الفنادق"، يوضح المهاجر العراقي العائد إلى وطنه. "لكني خلال ذلك تعلمت هناك (في المانيا) كيفية احترام الوقت وعدم هدره". وزاد بالقول: "بعد فترة من إقامتي في البلد الجديد حاولت أن أبذل مجهوداً مضاعفاً في تعلم اللغة الألمانية.. رغم مصاعبها إلا إنني أتقنتها في فترة قياسية مما سهل عليّ الانتقال إلى وظائف جيدة كالعمل في شركة BMW للسيارات". أما عن سبب اتخاذه لقرار عودته من المانيا والعيش في بغداد فيقول سلمان الذي عاد إلى العراق منتصف عام 2005، إن "قرار العودة إلى العراق كان صعباً للغاية في حينها"، مشيراً إلى أن قراره جاء بالتزامن مع معاناة البلد وانهياره في أغلب مجالات الحياة آنذاك. "عدت و تزوجت الفتاة التي أحببتها في العراق"، يكمل سلمان بابتسامة علت ملامحه. ويختتم حديثه بالقول: "عند عودتي حاولت التعايش مع هذا الوضع وتوظيف ما تعلمته من سفري إلى ألمانيا في تطوير مشروعي الخاص بصياغة المجوهرات الذهبية الذي أيقنت أنني لا أستطيع أن أطوره في جوهرة العالم"، يقصد ألمانيا. م تكن صعوبة التأقلم والاندماج في المجتمع الألماني تواجه حسن سلمان وحده، فعبد الوهاب طارق الصحافي المستقل في بغداد وأحد الشباب الذين خاضوا تجربة الهجرة إلى ألمانيا هو الآخر عاش ذات المشكلة وتأثيراتها السلبية والذي شدد على أن أغلب المهاجرين العراقيين في ألمانيا "يعانون من صعوبة الاندماج والتأقلم مع المجتمع الألماني بسبب عامل اللغة". ويروي عبد الوهاب طارق قصة خروجه من بغداد وهجرته إلى ألمانيا في ظروف وصفها بالسيئة إذ كانت "تحت تهديد السلاح من قبل الجماعات المسلحة نهاية عام 2005 بحكم عملي مع إحدى الوكالات الصحافية الأجنبية"، "تنقلت في العديد من الدول الأوربية لكي تكون ألمانيا محطتي الأخيرة والتي بقي فيها لنحو 10 أشهر". ويضيف طارق (33 عاماً) في حوار مع DW عربية: "كنت أمارس عملي كمحرر صحفي في إحدى الصحف المحلية في العراق عن طريق الإنترنت طيلة فترة بقائي في ألمانيا (...) ورفضت في الوقت ذاته الاختلاط بالمجتمع الألماني كبقية المهاجرين العراقيين". وزاد بالقول: "كان باستطاعتي الحصول على لجوء إنساني في ألمانيا خصوصاً وأن ظروفي كانت تؤهلني إلى ذلك، لكن أملي كان كبيراً في أن تعود الأوضاع إلى طبيعتها في بلدي وهو ما لم أجده على أرض الواقع عند عودتي... بل خاب ظني بالرجوع". بعد عودتي إلى العراق أواخر عام 2008 صدمت بواقع مرير وصعب للغاية وهو عدم اندماجي مع مجتمعي الذي اعتبرته مريضا بداء التخندق الطائفي والذي يعاني ويلات الحروب آنذاك". وبينما ينشغل بمتابعة أخبار بلده التي وصفها بـ "المحبطة"، يقول طارق: "أفضل الاستقرار في بلدي مع عائلتي وسط هذا الكم الهائل من الأخبار المحبطة التي تعكس واقعا بائسا وغدا دمويا".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

حماس تُعلن أنهم مستعدون لوقف فوري لإطلاق النار ولم…
نعيم قاسم يُؤكد أنهم سيحققو النصر ويهزمو العدو
مقــ.ـتل 11 ضابطا وجنديا للاحتلال الإسرائيلي وإصابة 10 آخرين…
واشنطن تتهم شخصا للاشتباه في تسريبه خطط إسرائيل لضرب…
حزب الله يعلن استهداف مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية

اخر الاخبار

سفارة المغرب في واشنطن تُسلط الضوء على التاريخ الاستثنائي…
فرنسا توجه دعوة خاصة للملك محمد السادس وترامب لحضور…
وزير الخارجية السعودي يؤكد أن العدوان الإسرائيلي على غزة…
خامنئي يحث حزب الله اللبناني على الموافقة على مخطط…

فن وموسيقى

النجمة ماجدة الرومي تُحقق نجاحاً كبيراً في حفل خيري…
المغربية فاتي جمالي تخوض تجربة فنية جديدة أول خطوة…
حاتم عمور يُؤكد أن ألبومه الجديد "غي فنان" عبارة…
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…

أخبار النجوم

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
حسين فهمي يردّ على انتقادات عمله بعد أيام من…
محمود حميدة يكشف سرّاً عن مشاركته في "موعد مع…
درّة تتحدث عن صعوبات تجربتها الإخراجية وسبب بكائها

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024

صحة وتغذية

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…

الأخبار الأكثر قراءة

عائلات الأسرى تتظاهر في القدس متهمين نتنياهو بترك ذويهم…
مئات العائلات تفرّ من ضاحية بيروت الجنوبية ليلاً على…
الولايات المتحدة تُندد بتصريحات بوتين بشأن الحرب مع الناتو
محكمة في جورجيا تسقط 3 تهم جنائية ضد دونالد…
وزارة الخارجية الأردنية تُدين الدعوات التحريضية الإسرائيلية والمتطرفة لتفجير…