بيروت - المغرب اليوم
أكّد المخرج اللبناني وليد ناصيف أن الفنانة نجوى كرم تتمتع بنسبة ذكاء عالية تميّزها عن غيرها من بعض الفنانين.
ويضيف في حديث له "إنها قادرة على قراءة الرؤية المستقبلية للتطورات التي تحصل على الساحة الغنائية بشكل لافت. وعندما أتعاون معها في عمل تصويري لأغنية جديدة أستمد منها كل هذا الذكاء والثقة والطاقة فأحقق النجاح المطلوب".
أنجز وليد ناصيف مؤخرا فيديو كليب جديد لنجوى كرم لأغنيتها «بعشق تفاصيلك». ومع نشر هذه المقابلة تكون مشاهدته ربما صارت متاحة على وسائل التواصل الاجتماعي وهو الموعد الذي سبق وتم تحديده في هذا السياق، واستطاع أن يضعها مرة جديدة في قالب حديث خرج فيه عن المألوف بعد أن استخدم فيه فن الـ«موب فلاش».
«إن هذا الفن يأتي اليوم في مقدمة الأساليب الجديدة في عالم الـ«ميوزك فيديو»، بحيث ينقل واقعا معيشا من قلب الحدث ويضخ نبضا مغايرا في العمل الموسيقي المصور». يوضح ناصيف الذي استخدم نحو 30 كاميرا لتنفيذ هذه الأغنية وزعت في جميع محافظات لبنان وشملت منطقة الروشة في بيروت وبلدات اهدن وحمانا ومدينتي جونية وصور وزحلة البقاعية مسقط رأس الفنانة. «اختارت نجوى بلدتها الأم لتصوير أغنيتها هذه فيما كان يتابعها مباشرة ألوف المعجبين من المناطق الأخرى عبر شاشات عملاقة جهّزت خصيصا في ساحات البلدات والمدن التي ذكرتها. فخيمت نفس الأجواء الحماسية على المواقع الخمس الأخرى بطريقة تصاعدية وفي نفس الوقت تماما، كما يحصل في أي بث مباشر تنقله الشاشة التلفزيونية. فنقلت الحدث بتفاصيله وكيف كانت تتفاعل مع الناس الذين ينتظرونها وردود أفعالهم ليأتي العمل بمثابة فيلم قصير شبيه إلى حد كبير بتلفزيون الواقع».
هاشتاغ «نجوى كرم من كل لبنان» رافق مدة تصوير هذا العمل الذي استغرق التحضير لها نحو 25 يوما و24 ساعة تصوير وتفاعل معه معجبو نجوى كرم بشكل كبير. «مع هذا الكليب سنتمكن من أن نفرح ونغني معاً ويكون لدينا نفحة إيجابية من خلال فن حقيقي بحجم الفن الذي تقدمه نجوى كرم على صعيد لبنان والوطن العربي».
يعلق وليد ناصيف في معرض حديثه، والمعروف بأن وليد ناصيف سبق ووقع أعمالاً أخرى مع نجوى كرم كان أحدثها «ملعون أبو العشق» الذي صوره بالطريقة نفسها من شارع الحمرا في بيروت. وكيف تستطيع أن تبتكر دائما أساليب جديدة في عالم الفيديو؟ وهل شعرت يوما بالملل وبعدم وفرة الأفكار؟ يرد: «لم أمل يوما وخصوصا أن الفترة الحالية تنطبع بموضة وسائل التواصل الاجتماعي. فالسوق تغير وهذه الصناعة أيضا اختلفت عن الماضي، مما يحفزني على البحث الدائم عن أفكار أبداعية جديدة تتلاءم مع هذا الزمن.
فهي صارت تقوم على دراسة حثيثة وتقنية حديثة بدل التقوقع ضمن ميزانية معينة. فاللعبة برمتها تغيّرت واتخذت منحى آخر وصارت آفاقها أوسع انطلاقا من عملية الـ«أون لاين» التي ترافقها. كما أن مفهوم الميزانيات المرصودة لأعمال غنائية مصورة تغيرت بدورها إذ أن العمل يجب أن يحاكي أولا العملية التسويقية له. فالفكرة تقدمت على الميزانية فقطعت شوطا كبيرا في عالم الـ«ميوزك فيديو» وألفت معادلة جديدة وهي كناية عن خلطة بين هذه الصناعة والأرقام». وبحسب ناصيف فإن الفكرة إضافة إلى الفنان والميزانية تشكل ركائز صناعة العمل التصويري. «في الماضي كان الفنان يأتيك وميزانيته معه. اليوم الفكرة تتصدر هذا الإنتاج ولو بميزانية بسيطة لا تتعدى الـ15 ألف دولار». يوضح ناصيف.
ويصف التحديات التي يعيشها اليوم في مهنته كبيرة وتتطلب جهدا يواكب زمن الـ«إنترنت» كي لا يقع في التكرار. «في هذا العمل التحدي انحصر في نقطتين ألا وهما عملية التحضير له وتجهيز فريق عمل ضخم لإنجازه. وكما في عملية أي بث مباشر مصورة كان يمكن أن نتعرض لمشكلة ما فتحضرنا لأي طارئ بشكل محترف. ومن مدينة زحلة أخذنا الإشارة المتصلة مع باقي المناطق إذ ارتأت نجوى أن تطل من بلدتها الأم بلفتة تكريمية أرادتها لها».
غاب مخرجون كثر عن الساحة اليوم وباتوا من عناصرها القديمة فلماذا برأيك؟ يرد: «كثيرون كما ذكرت صاروا خارج اللعبة لأنهم لم يعرفوا كيف يتماشون مع الرؤيا المستقبلية لهذه الفترة. فإنا تحضرت لها منذ نحو 7 سنوات وعملت من يومها على موضوع الـ«أون لاين» ونفذت أكثر من عمل في هذا المجال مما زادني خبرة ونضوجاً فيهما. فلقد كنت جزءا من المرحلة الذهبية لصناعة الفيديو كليب مع ميزانيات فاقت النصف مليون دولار وهي مبالغ لم نعد نشهدها اليوم لأن الـ«التارغت» (الهدف) الأساسي للعمل ينطلق من مبدأ الـ«أون لاين» أولا».
بعض الفنانين يعيشون حالة قلق اليوم في ظل البحث عن الجديد كي يستطيعون الاستمرارية في مشوارهم فما هو رأيك بهذا الخصوص؟ «قلق الفنان الأول والوحيد يكمن في استمراريته. والصورة بكل معانيها تهيمن على مضمون أي فنان. وبرأيي 75 في المائة منهم لم يعرفوا كيف يواكبون عصر اليوم. فهم اعتادوا على إيقاع كلاسيكي معين من الصعب خروجهم منه إذا لم يتسلحوا بعناصر نجاح أساسية تفرض بنفسها اليوم على الساحة. وفي مقدمها التحول إلى شخص مساعد يعرف بالمستشار (consultant) وليس بمدير الأعمال. فالزمن يتقدم وبعض الفنانين لا يزالون يراوحون مكانهم. وعندما تعرض فكرة تصوير حديثة اليوم على فنان ما فهو قد لا يستوعبها لافتقاده لرؤية مستقبلية عنها من هنا تكمن مهمة المستشار الذي أتحدث عنه». ولماذا لا تتحول إلى العمل الاستشاري؟ يرد: «لأنني أحب أن أبقى من قوام اللعبة الداخلية للعمل، فالإبداع هو شغفي الأساسي والتنفيذ ملعبي».
ويحلم وليد ناصيف في المرحلة المقبلة أن يتجاوز عمله العالم العربي ويقول: «أخطط اليوم لخطوات عالمية إذ أن الفكرة المبدعة يمكن أن تنطبق على فنان عربي أو أجنبي في الوقت نفسه وأعمل جديا على هذا الموضوع»
قد يهمك ايضا:
نجوى كرم تصطدم بالتكدس الجماهيري خلال حفلها الغنائي الأول في "كنعان" السورية