الرئيسية » مقابلات
الدكتور مجدي بدران

القاهرة - شيماء مكاوي

كشف دكتور مجدي بدران ، عضو الجمعيه المصريه للحساسيه والمناعة ، و زميل معهد الطفولة ، إن مرض الحساسية من الأمراض المهنية التي يجب أن يتم التعايش معها ، والوقاية من المسببات التي تفتح باب الشفاء ، مع الالتزام بخطة العلاج مبكرًا خاصة فى الأطفال والمراهقين العاملين ، لأن أمراض مهنية أقل تساوي زيادة إنتاج الوطن ، بالإضافة إلى تحسين نمط الحياة بالإضافة إلى زيادة الدخل.

وأكد بدران في تصريحات خاصة لـ"المغرب اليوم" أنه بالنسبة للحساسية وبيئة العمل فهناك الحساسية المهنية التي تصيب العمال أو المهنيين ، نتيجة التعرض لبعض المواد اللازمة لأداء العمل ، فعلى سبيل المثال الفلاحون يتعرضون إلى المبيدات الحشرية الأسمدة وحبوب اللقاح والحشائش والمزروعات والغبار النباتي وحشرات التخزين .
 
وأشار بدران إلى أن عمال البناء يتعرضون إلى الأسمنت والجبس والجير ومواد الطلاء والغراء وعمال النظافة يتعرضون إلى الصابون والمنظفات والمطهرات والملمعات ومعطرات الجو ، والخبازون يتعرضون إلى دقيق القمح ، دقيق الذرة ، السوس حشرات التخزين والفطريات والزيوت وعمال المصانع يتعرضون إلي المواد الكيمائية المختلفة

و ذوى المهن الطبية يتعرضون إلي العقاقير الطبية ، أدوية التخدير ، القفازات الطبية ، الكمامات الطبية ، والحلاقون والكوافيرات يتعرضون إلى العطور ، والصبغات ، ومواد التجميل والماكياج ، والمثبتات ، ويتعرض بعض العمال في مجالات التصنيع الغذائي للبكتيريا أو مشتقات ، وربما يساهم هذا التعرض في الإصابة بالحساسية .

وتبين أن بعض إنزيمات البكتيريا تسبب الحساسية عند بعض ذوي الاستعداد الوراثي الذين يتعرضون لهذه البكتيريا ، وربما يسبب إنزيم الترانس غلوتامينيز   المستمد من البكتيريا الإصابة بالحساسية الصدرية عند العاملين في التصنيع الغذائي لصعوبة وارتفاع تكاليف الحصول على هذا الإنزيم من مصادره الحيوانية ، يحضر من البكتيريا . 

وهناك  إنزيم الترانس غلوتامينيز يحفز تشكيل روابط بين البروتينات ، ويستخدم منذ 1989عام على نطاق واسع في تصنيع الجبن ومنتجات الألبان الأخرى، وتجهيز اللحوم وتصنيع منتجات المخابز ، لتحسين المذاقة، والنكهة ، والقيمة الغذائية ، وتوفير بعض خطوات التصنيع ، و الثبات، و اللزوجة، و المرونة والقدرة  على الاحتفاظ بالماء في المنتجات الغذائية مثل اللبن وفول الصويا والبيض والقمح.

ومن المعروف أن حساسية الجلد الوراثية تصيب 20% من الأطفال و 9 % من البالغين عالميًا ، والتحسس فى هذه الحالات ربما يكون ناتجًا ضد مجموعة كبيرة من مسببات الحساسية ، حيث أن 90% من الحالات لديها عدوى بكتيرية ضد بكتيريا العنقوديات الذهبيّة ، كما أن ثلث حالات الحساسية الجلدية لديها تحسس ضد بروتينات البكتيريا نفسها.

ويحتوي الغبار المنزلي على بروتينات من أصل بكتيري ، والجديد أن بعض مرضى الحساسية ربما يكون لديه حساسية ضد هذه البروتينات ، وعلى هذا تعتبر النظافة سواء المنزلية أو أماكن العمل خطوة هامة  للإقلال من الحساسية ومضاعفاتها ، و تحتوى المنظفات على العديد من مواد كيمائية شاملة مواد حافظة و صبغات و معطرة ، وتصيب النساء أكثر من الرجال خاصة في المنازل والمستشفيات والفنادق ، خاصة حساسية الأيدي التلامسية نتيجة الاحتكاك المتكرر بلمس المنظفات والربو الشعبي نتيجة استنشاق روائح المنظفات والمطهرات ، فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الحساسية التلامسية المهنية تسبب الغياب عن العمل وصعوبة القيام بمهام العمل و انخفاض الإنتاج.

ويقدم دكتور مجدي بدران مجموعة من النصائح والتي تتمثل في استخدام الماسكات والأحذية الحامية ، والكفوف الطبية عند التنظيف ، والتهوية الجيدة وفتح النوافذ والأبواب خلال عمليات  التنظيف لدقائق بعدها ، وعلاج الحالات مبكرًا والتنظيف أولًا بأول يقلل الحاجة لكميات كبيرة من المنظفات ، ومعطرات الجو تضر مرضى حساسية والأنف والجهاز التنفسي ، والعين ، والجلد .

وأشار بدران إلى أن استخدام معطرات الجو خلال الحمل قد يزيد من معدلات الحساسية في الرضع  ، أما عن حساسية حشرات التخزين فتتواجد حشرات التخزين بكثرة  في العمل ، والحبوب والأغذية المخزنة ، و الإسطبلات ، حظائر الحيوانات ،  والقش ، وغبار المنازل والمطابخ وورق الحائط  ومخازن الأغذية .

وأوضح بدران وجود خمسة مجموعات من حشرات التخزين تشيع في الفلاحين المصابين بالحساسية التنفسية ، في كل غرام من غبار المنزل ، نجد 6400 حشرة الفراش و 1200 من حشرات التخزين  ، وتسبب الحساسية في بعض المهن مثل الخبازين ، الفلاحين ، و تجار الحبوب ، وتسميتها حشرات التخزين رغم أنها تنتمي إلى طائفة العناكب "لافقاريات  ثمانية الأرجل" والحشرات سداسية الأرجل ، وتتسبب الرطوبة في انتشار هذه الحشرات في الحبوب المخزنة ودقيق هذه الحبوب مثل القمح والذرة والأرز.

وأكد بدران أن الذين يتعاملون مع الحبوب المخزنة ، يتعرضون إلى مواد مشتقة من هذه الحشرات التي تسبب حساسية الصدر أو الأنف أو العين ، لو كان لديهم استعداد وراثي للحساسيات ، وحشرة دقيق القمح أكثر أنواع حشرات التخزين انتشارًا في الحبوب المخزنة وتعتبر السبب الأول لربو الخبازين ، كما تتواجد أيضًا في أعشاش الطيور وتساهم الطيور في نشرها.

ويبلغ طول ذكر حشرة دقيق القمح نحو 0.4  مليمتر والأنثى 0.5 مليمتر ، وتنقل بعض البكتيريا والفطريات وتفرز هذه الفطريات  بعض السموم ، وتتفتت فضلاتها وتطير في الهواء ، وتتحد مع  الغبار مما يجعل الغبار شديد التحسس ، وتضع الأنثى نحو  250 بيضة في الشهر ، وبعضها يضع 1000بيضة خلال فترة حياتها ، تعيش نحو مائة يوم ، وتقاوم البرودة لكنها تهلك بالحرارة المرتفعة ، لذا فضحاياها الذين ترميهم بسهام الحساسية هم الذين يتعاملون معها قبل دخولها الأفران ، و ينجو من براثنها أغلب المستهلكين .
أما عن حساسية الفطريات فبالرغم أن الفطريات تشمل مليون نوعًا  في 400 نوع فقط تهدد الانسان أو الحيوانات والنباتات و الفطريات موجودة في 25% من المنازل ، وتفرز 70 ماده تسبب الحساسية لها القدرة على إحداث الحساسيه في الأشخاص ذوي الاستعداد الوراثي .

ولفت بدران إلى أن بعض تلك الحشر ات له القدره على إحداث العدوى والالتهابات في الأشخاص ناقصي المناعه ، وتسبب التهابات انتهازيه خطيرة في ناقصي المناعة ، وبعضها له القدره على إحداث التسمم ويحدث هذا غالبًا عن طريق الفم مع الطعام وأحيانًا عن طريق الأنف ، وفطريات العفن الجوي التي تنتشر في الهواء  وهي موجودة خارج وداخل المباني وتنمو في الظروف الرطبة الدافئة ، لذا تزداد تركيزاتها مع سوء التهوية ، ربما تتسبب في رائحه كريهه مميزة تماثل رائحة الفئران.

وقال بدران إن سبراي الطلاء سبب رئيسي للربو المهني ، وتعتبر مواد الطلاء والمواد التي تستنشق بالإسبراي من أسباب الربو المهني ، خاصة في العاملين في المصانع ، و ذوي الاستعداد الوراثي للحساسية ، ومدخني التبغ ، والأيزوسيانات  من مسببات الربو المهني الرئيسية ، وتستخدم على نطاق واسع في صناعة الرغاوي المرنة والصلبة، والألياف الصناعية ،  و الطلاء والدهانات والورنيش، واللدائن، وتستخدم بشكل متزايد في صناعة السيارات، وإصلاح السيارات ، ومواد العزل فى المبانى.

وشدد بدران على أن الأيزوسيانات من المهيجات القوية للجلد و للأغشية المخاطية في العين و الجهاز الهضمي و الجهاز التنفسي ، وتعتبر  ظاهرة عمالة الأطفال من أخطر القضايا العالميه في عالم الطفوله حاليًا حيث يتم استغلال  16%  من أطفال العالم بين سن الخامسة والسابعة عشرة في سوق العمل .

و تقدر منظمة العمل الدولية عدد الأطفال العاملين في العالم حاليًا نحو 250 مليون طفل ، وهذا الرقم لم يكن يتعدى 100 مليونًا في التسعينات ، كما أن هناك نحو  120 مليون طفل منهم  يعملون طوال الوقت ، ولا يستطيع هؤلاء التعرف على مخاطر المهن التي يضطرون إلى امتهانها ، ولا يمكنهم غالبًا الاعتراض حتى لو اكتشفوا تلك المخاطر ، وبالطبع هم غير مسجلين كعمال ويحرمون غالبًا من الرعاية الصحية فيتأخر تشخيص وعلاج الربو المهني فيهم ، والمحاجر تجتذب الأطفال لارتفاع يومية العمل فيها مقارنة بالعمل في المزارع أو المصانع ، ولكنهم يستنشقون الهواء الملوث بغبار المحاجر ، حيث أن المحاجر هي الأماكن التي تحتوي على مادة أو أكثر من خامات المحاجر ، وهي مواد البناء والرصف والأحجار الزخرفية وخامات المون ؛ والملاط والأحجار الصناعية والدولوميت ورمال الزجاج ، وتسبب المحاجر تلوث الهواء والأطفال العاملون في المحاجر  يتعرضون إلى ساعات طويلة لغبار المحاجر .

وأضاف بدران أن الكسارات التي تعمل على طحن الحجارة وتحويلها إلى بودرة لاستخدامها في صناعة البلاط  ، تنحت الحجارة لاستخدامها في درج السلالم وأعمدة المباني ، إضافة إلى نواتج أعمال التفجيرات وتعبئة ونقل خامات المحاجر ولايستخدمون كمامات واقية ، كما أن التدخين في أماكن العمل ، يجعلها بوتقة للحساسية سواء في العاملين أو زائريهم ، إضافة إلى سوء التهوية يطيل فترة تلوث هواء أماكن العمل بسموم التبغ.

وشدد بدران على أن التشديد على منع التدخين فى أماكن العمل يزيد من معدلات البيوت الأمنة من التدخين السلبي ، إذ يكتسب العاملون عادة جديدة تظهر فوائدها خارج نطاق العمل في بيوتهم ، وتنعكس بصورة إيجابية على صحة مجتمعاتهم وأسرهم ، لافتًا إلى أن التراخي في منع التدخين السلبي في المنازل يزيد من التدخين في أماكن العمل.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

نصائح تجعل المشي في المولات رياضة مفيدة
متحور "كورونا" الجديد ينتشر حول العالم دون أن يشكل…
نصائح طبية للتعامل مع الإمساك لدى الأطفال حديثي الولادة
نصائح مهمة لتجنب مضاعفات مرض السكري
أخصائية تكشف فيتامينات مهمة لخسارة الوزن

اخر الاخبار

مجلس النواب المغربي يكشف عن أسماء البرلمانيين المتغيبين بدون…
المغرب والسعودية يتفقان على تسهيل عملية ترحيل المحكوم عليهم…
أخنوش يعرض تجربة المغرب في التكيف مع التغيرات المناخية…
الحكومة المغربية تؤكد التعامل الإيجابي مع الرقابة البرلمانية وقبول…

فن وموسيقى

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…
كاظم الساهر يتألق في مهرجان الغناء بالفصحى ويقدم ليلة…

أخبار النجوم

محمود حميدة يكشف تفاصيل شخصية "ياسين" في مسلسل موعد…
إسعاد يونس تُعرب عن سعادتها البالغة بعودتها للمسرح
هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجدداً بعد غياب 12…
محمد هنيدي يُعلن دخوله منافسات دراما رمضان 2025 بمسلسل…

رياضة

الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
إصابة في الرباط الصليبي تبعد إلياس أخوماش عن الملاعب…
المغربي ياسين بونو بين كبار اللعبة بمتحف أساطير كرة…
وليد الركراكي يخطط لثورة في تشكيلة المنتخب المغربي قبيل…

صحة وتغذية

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…
أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…
حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

الأخبار الأكثر قراءة