الرباط -المغرب اليوم
أعلنت وزارة الصحة المغربية بشكل رسمي اكتشاف أولى حالات الإصابة ب المتحور الهندي من فيروس كورونا، وهو ما سيطرح تحديات عدة.وقال الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، إنه تم اكتشاف هذا المتحور لأول مرة في الهند (بولاية ماهاراشترا) عند رجل في 5 أكتوبر 2020؛ وتطلق عليه وسائل الإعلام على اسم المتحور المزدوج، نظرًا لكونه يحمل طفرة مشابهة لتلك التي يحملها المتحور الجنوب إفريقي والبرازيلي، وطفرة أخرى يحملها متحور كاليفورنيا.
وأوضح حمضي أن “هذا لا يعني أن هذا المتحور يحمل هاتين الطفرتين فقط، فهو يحمل 15 طفرة، وهو ليس نتيجة اندماج المتحورين اللذين يحمل طفرات مشابهة لهما”.وأفاد المتحدث ذاته بأن تطور الوضع السريع في الهند يوحي بزيادة قابلية انتقال هذا المتغير، ولكن مازال يتعين إثبات ذلك، وزاد أن “منظمة الصحة العالمية، بانتظار بيانات علمية أكثر صلابة، صنفت المتحور الهندي إلى حد الساعة على أنه VOI (متحور جدير بالاهتمام Variant of interest) وليس بعد VOC (متحور مثير للقلق، Variant of concern) كما هو الحال بالنسبة للبريطاني والبرازيلي والجنوب إفريقي التي تم تصنيفها VOC”.
وأوضح حمضي أنه “رغم الافتراضات القوية لم يُعرف بعد ما إذا كان هذا البديل أكثر خطورة أم لا، ولم تثبت أي دراسة حتى الآن هذا الافتراض”.أما عن كون اللقاحات فعالة ضد المتحور الهندي فأوضح الخبير أنه “في هذه المرحلة ليست هناك إجابة مؤكدة” موردا: “نظرًا لطبيعة الطفرات التي يحملها هذا المتحور يتوقع الخبراء أن يتحايل على المناعة التي يكتسبها الإنسان بعد المرض والتلقيح”، وأردف: “من الواضح أن خطر الإصابة بالمرض أكبر بكثير مع هذا المتحور مقارنة بالسلالة الكلاسيكية، بالنسبة للأشخاص الذين أصيبوا سابقا بـ COVID 19 ولأولئك الذين تمت استفادتهم من التلقيح. وهذا لم يثبت بعد، لكن دراسة خلصت إلى أن اللقاح الهندي Covaxin، الذي تنتجه Bharat Biotech، أقل فعالية ضد هذا المتحور الهندي. وبالنسبة للقاحات أخرى فإن الأبحاث جارية”.
ونبه حمضي إلى أنه “كان مبرمجا أن يتلقى المغرب مزيدا من لقاحات أسترازينيكا المصنوعة في الهند، لكن من المحتمل أن تتأخر عمليات التسليم هذه”، وزاد: “لحسن الحظ لم تكن كل طلبيات المغرب من النوع نفسه ولا من المورد نفسه، وبالإضافة إلى ذلك فقد تلقى بالفعل ما يقرب من نصف الجرعات التي كان يجب أن يتلقاها من معهد الأمصال الهندي. لكن بشكل عام سيتباطأ التطعيم العالمي”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أنه “طالما لم تتحقق المناعة الجماعية فمن المستحيل التخلي عن التدابير الوقائية الفردية والجماعية التي وجدت لحمايتنا من مثل هذه الأوضاع المأساوية”، وتابع: “يمكن أن يتحول وضع مستقر وتحت السيطرة بسرعة إلى حالة كارثية”؛ وختم: “إن احترام التدابير الوقائية الفردية والجماعية هو سلاحنا للحماية من الأمراض بالطبع، ولكنه أيضًا ضد انتشار المتغيرات الجديدة. إن السيطرة على الوباء من خلال احترام التدابير الوقائية الفردية والجماعية تسمح لنا بالحفاظ على مستوى مقبول من الحياة الاجتماعية والاقتصادية والمدرسية، والتراخي يؤدي مباشرة إلى الكوارث وإلى المزيد من الخسائر والقيود الشديدة”.
قد يهمك ايضا:
وزارة الصحة المغربية تؤجل موعد التلقيح المبرمج في بداية مايو
نقابيو الصحة في الصويرة يدعون إلى رفع الظلم عن الأطر التمريضية