مقديشو - أ ف ب
قتل 16 شخصا الثلاثاء في انفجار سيارة مفخخة بمركز شرطة في مدينة بلدوين الصومالية القريبة من الحدود الاثيوبية وفي هجوم شنته مجموعة من حركة الشباب الاسلامية بعد ذلك. وصرح عبدي محمد علي المسؤول العسكري الكبير لفرانس برس ان "16 شخصا قتلوا من مدنيين وجنود واصيب اخرون بجروح بعضهم في حالة الخطر". وقال ان اربعة مهاجمين قتلوا من دون ان يؤكد ما اذا كان هذا عدد افراد المجموعة المهاجمة. وتبنى الهجوم متمردو حركة الشباب الذين كثفوا الاعتداءات في الصومال في الاشهر الاخيرة. واكد محمد ابو سليمان وهو احد قادة الشباب في المنطقة لوكالة فرانس برس "ان عددا من رجال +المجموعات الخاصة للمجاهدين+ شنوا الهجوم على قاعدة عسكرية في بلدوين (...) وقتلوا العديد من الاعداء". واكد قائد مركز الشرطة الذي تعرض للهجوم اسحق علي انه تم القضاء على المجموعة من دون ان يحدد عددها. واكد العقيد عبد القادر علي المسؤول في شرطة بلدوين لوكالة فرانس برس "ان الوضع بات تحت السيطرة". وروى شاهد يدعى حسن نور لوكالة فرانس برس ان "سيارة مليئة بالمتفجرات اصطدمت بمدخل مركز الشرطة وانفجرت. وبعد الانفجار اقتحم مسلحون يحملون رشاشات المبنى وجرى تبادل اطلاق نار مع قوات الامن في الداخل". واضاف "لا اعلم كم هو عدد القتلى لكني شاهدت جثثا قرب مكان الانفجار". وتظهر صور التقطها صحافي محلي السيارة المفخخة مدمرة ومدخل مركز الشرطة الذي نسفه الانفجار وعددا من الجثث المتفحمة او المصابة بطلقات نارية. وقدم الرئيس الصومالي حسن شيخ محمد "التعازي لاسر ضحايا الهجوم". وقال في بيان "دفعت قوة اميصوم وقوات الامن الصومالية ثمنا باهظا لدورها الشجاع في الصومال" دون مزيد من التفاصيل. ودانت قوة الاتحاد الافريقي في الصومال (اميصوم) التي تتمركز وحدة جيبوتية منها في بلدوين "بشدة" الهجوم دون تاكيد او نفي سقوط ضحايا في صفوفها. وكانت عناصر في اميصوم وعسكريون اثيوبيون يشاركون منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2011 في المعارك ضد الاسلاميين الصوماليين، يستخدمون مركز الشرطة الذي تعرض للهجوم ثكنة. واكد المتحدث باسم حركة الشباب عبد العزيز ابو مصعب ان عددا من عناصر القوات الامنية "الصومالية وايضا الجيبوتية" قتلوا. وتقع بلدوين على بعد حوالى 30 كلم من اثيوبيا وهي احدى نقاط الدخول الرئيسية للقوات الاثيوبية الى الصومال. وفي منتصف تشرين الاول/اكتوبر قتل 15 شخصا في هجوم انتحاري تبنته حركة الشباب على مطعم في بلدوين يقصده عسكريون صوماليون واثيوبيون وجيبوتيون. وتقع هذه المدينة التي استعادتها القوات الاثيوبية من الاسلاميين مطلع كانون الثاني/يناير 2012، عند مفترق طرق استراتيجية، طريق تربط الحدود الاثيوبية بمقديشو واخرى تربط محاور تجارية بين الشمال والجنوب. ومنذ طردهم من مقديشو على يد قوات اميصوم في اب/اغسطس 2011، تكبد مقاتلو الشباب الهزيمة تلو الاخرى وتخلوا تدريجيا عن معاقلهم في وسط البلاد وجنوبها، لكنهم ما زالوا يسيطرون على مناطق ريفية واسعة. وفي مواجهتهم القوة النارية المتفوقة للقوات الافريقية والاثيوبية -التي تدعم ميليشيات حليفة متنوعة- تخلوا عن القتال التقليدي لاعتماد تكتيك حرب العصابات باساليب اكثر تعقيدا. وهاجموا تباعا في نيسان/ابريل وحزيران/يونيو محكمة في مقديشو ثم المجمع الرئيسي للامم المتحدة المحاط بحماية شديدة في العاصمة الصومالية. ويعود اخر هجوم الى التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر عندما تم تفجير سيارة مفخخة امام احد فنادق مقديشو ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص بينهم دبلوماسي صومالي كبير. وخارج الحدود الصومالية شنت حركة الشباب عملية ضخمة استهدفت المركز التجاري وست غيت في نيروبي منتصف ايلول/سبتمبر الماضي موقعة 67 قتيلا على الاقل و20 مفقودا. وقد اعلنت اثيوبيا في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر نيتها دمج قواتها المنتشرة في الصومال بقوة اميصوم، وقالت مؤخرا انها تتوقع ان تستهدف باعتداءات للشباب على اراضيها.