المنامة - ابنا
تلونت مسيرة امس الجمعة (27 سبتمبر 2013) وتحت شعار "نفسي فداء وطني" بجميع أنواع الطيف البحريني، مذاهب واعتقادات، رجالاً ونساء، صغاراً وكباراً، جاءت النساء حاملات أطفالهن في مشهد يدل على عمق استعداد هذا الشعب بتقديم كل ما لديه من أجل حريته التي تم مصادرتها. اختارت المعارضة البحرينية العبارة الخالدة للشهيد «علي المؤمن» "نفسي فداء وطني" لتكون شعار مسيرتها يوم الجمعة (27 سبتمبر 2013) لتخلد هذه المسيرة التاريخية باسم هذا الشعار الذي صار أيقونة في ثورة 14 فبراير. وجاءت المسيرة في ظروف داخلية ضاغطة وقمع رسمي متواصل، ووسط ظروف اقليمية استثنائية تتغير بالدقائق صعوداً وهبوطاً. وجاءت المسيرة لتؤكد ببصمة بشرية مدنية بالغة الوضوح أن المطالب الشعبية باقية، وأن النفس طويل، وأن النفوس تشربت شعار الشهيد المؤمن "نفسي فداء وطني". تلونت مسيرة الجمعة بجميع أنواع الطيف البحريني، مذاهب واعتقادات، رجالاً ونساء، صغاراً وكباراً، جاءت النساء حاملات أطفالهن في مشهد يدل على عمق استعداد هذا الشعب بتقديم كل ما لديه من أجل حريته التي تم مصادرتها. منذ الساعات الأولى لظهر امس الجمعة، بدأت الحشود تتوافد على شارع "البديع"، وامتلأ بالحركة. بعد منطقة القدم وقفت مدرعة بها عدد من المرتزقة ترقب المشهد من بعيد. امتدت مكبرات الصوت مسافة أربعة كيلومترات هي طول المسيرة تقريباً، بدأت الأناشيد الحماسية تصدح بصوت المنشد «محمد جابر». قبل موعد المسيرة بساعة، كان واضحاً أن الشارع سيشهد مسيرة تاريخية أخرى. غص الشارع المخصص للمسيرة بالناس. الشارع نفسه شهد العام الماضي مسيرة 9 مارس التي توجت كأكبر مسيرة يمكن أن تشهدها البحرين على الإطلاق، ومنذ ذلك الحين حتى 27 سبتمبر 2013 لم تسكت إرادة هذا الشعب ولم تهتز، ولم يرجف التاريخ الذي يكتبه أبناء هذا الوطن بأملهم وعملهم. في 20 سبتمبر الأسبوع الماضي أطلق الأمين العام لجمعية "الوفاق الوطني الإسلامية" «الشيخ علي سلمان» دعوته لمسيرة في يوم 27 من سبتمبر، وقبل المسيرة بساعات، كان «آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم» الذي يحظى برمزية كبيرة في الشارع المعارض، يؤكد على أهمية المشاركة في هذه المسيرة التاريخية. لم تتأخر الجماهير في تلبية الدعوة، 300 ألف بحريني انتشروا على مسافة تقارب الأربعة كيلومترات، لم تتحرك المسيرة إلا قليلاً بسبب انسداد أفق الشارع بحشود المشاركين الذين غطوا الشارع من الجهتين. وكان مما ألهب الحماس حضور آية الله الشيخ عيسى قاسم و«السيد عبدالله الغريفي» ومشاركتهما في المسيرة. وامتدت صور المعتقلين على طول الشارع المخصص للمسيرة، وانتشرت في كل الجهات. أهالي المعتقلين حملوا صور أبنائهم ، عوائل الشهداء رفعوا صورهم. صورة عملاقه لـ«خليل المرزوق» المعاون السياسي للأمين العام لجمعية الوفاق حملها مجموعة من الشباب فوق أكتافهم؛ كان المرزوق يقف متحدثاً فيها وخلفه دوار "اللؤلؤة" رمز الثورة واسمها. وتركزت شعارات المسيرة على عدم شرعية الحكومة القائمة، طالبت الهتافات بجعل الشعب مصدر السلطات في انتخاب السلطات الحاكمة، ومطالبتها باستقالة «خليفة بن سلمان» من منصب رئاسة الوزراء. ضجت الهتافات الشعبية الهادرة لرفض حكومة خليفة بن سلمان الذي قضى في منصبه أطول فترة لرئاسة الوزراء في العالم. شارفت المسيرة على ختامها، مع قراءة البيان الختامي، بدأت المجاميع الهادرة تهتف أكثر، انتهى البيان بتأكيد التمسك بتحقيق الديمقراطية الحقيقية في البحرين، والمطالبة بإلزام النظام باحترام الحقوق الإنسانية وبتعهداته للمجتمع الدولي، تعهدات لم يعد عدم تطبيقها يحمل سوى عنوان واحد أن هذا النظام نظام مارق ومتوحش تجاه شعبه.