القاهرة - أ ف ب
تكثفت الهجمات التي تستهدف قوات الامن المصرية الاربعاء مع مقتل 11 جنديا صباح اليوم في تفجير استهدف حافلة للجيش شمال سيناء المضطربة بعد ساعات على هجوم استهدف حاجزا للشرطة في القاهرة اصيب خلاله اربعة من عناصرها. وقتل الجنود الاحدى عشر في هجوم بسيارة مفخخة في مدينة العريش، شمال شبه جزيرة سيناء، التي تشهد تصعيدا لهجمات الجماعات الجهادية والتكفيرية منذ عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي في اول تموز/يوليو الماضي حسبما افاد بيان للمتحدث باسم الجيش المصري ومصادر امنية. وتصاعدت في الاونة الاخيرة الهجمات بالسيارات المفخخة على قوات الامن المصرية في سيناء والتي تنسب الى العناصر الاسلامية المتطرفة وذلك رغم قيام الجيش المصري بحملة عسكرية واسعة للقضاء على هذه العناصر. واعلن المتحدث باسم الجيش المصري العقيد اركان حرب احمد علي، في صفحته الرسمية على موقع فيسبوك مقتل "10 جنود واصابة 35 اخرين بعدما استهدفت سيارة مفخخة حافلة اجازات للقوات المسلحة". ووقع الحادث حوالي الساعة 7,45 صباحا (5,45 ت غ) في منطقة الشلاق غرب مدينة الشيخ زويد، بحسب البيان. ومنذ قليل اعلن مصدر امني ان "جنديا جريحا توفي متأثرا بجروحه". وذكر وكيل وزارة الصحة المصرية في شمال سيناء ان "10 من المصابين ال35 في حالة خطرة"، واضاف ان "بعض الحالات جرى نقلها للعلاج في القاهرة". وفرضت قوات الامن طوقا امنيا حول منطقة الحادث بحثا عن منفذي الهجوم، كما استخدمت مروحيات عسكرية لتمشيط المنطقة. وقال مصدر امني ان "الجيش المصري بدأ حملة مداهمات في قرى الشيخ زويد" الي الشرق من العريش لتعقب المتورطين في هذا الهجوم. ويعد هجوم اليوم الاعنف منذ مقتل 25 شرطيا في 19 اب/اغسطس الماضي في هجوم قرب مدينة رفح على الحدود مع قطاع غزة. واعلنت جماعة انصار بيت المقدس وهي مجموعة جهادية على صلة بالقاعدة وتتمركز في سيناء مسؤوليتها عن عدد من الهجمات التي استهدفت الامن المصري في هذه المنطقة وفي القاهرة. فقد تبنت هذه الجماعة مؤخرا اغتيال ضابط مصري في شرطة مكافحة الارهاب في القاهرة قبل ثلاثة ايام. وكان المقدم محمد مبروك الضابط في جهاز الامن الوطني قد اغتيل وهو في سيارته بسبع رصاصات اطلقتها مجموعة مسلحة مجهولة امام مركز تجاري. وكان مبروك مكلفا التحقيق مع انصار الرئيس الاسلامي المخلوع. وفي القاهرة ايضا، اصيب اربعة من رجال الشرطة احدهم ضابط برتبة رائد بجروح في هجوم شنه مجهولون بقنبلة على حاجز امني شمال العاصمة. وخلال الشهرين الماضيين، تعرض عدد من اقسام الشرطة لهجمات مشابهة بقنابل وباسلحة الية من مجهولين اسفرت عن سقوط جرحى. وانتشرت الحواجز الامنية للشرطة في انحاء القاهرة لتحل محل حواجز الجيش منذ انتهاء حالة الطوارىء وحظر التجول الاسبوع الفائت. ومنذ اطاحة مرسي، تشهد الحواجز والمقار الامنية ودوريات الجيش والشرطة هجمات عبر البلاد يشنها مسلحون مجهولون يعتقد انهم اسلاميون. وقتل منذ ذلك الحين 134 من افراد القوات الامنية في سيناء والمدن المحيطة بها من بينهم 46 من جنود الجيش وفقا لحصيلة وضعها وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر رسمية عسكرية وامنية وطبية. ومساء الثلاثاء، تحولت الذكرى الثانية لاحداث محمد محمود التي احياها متظاهرون مناهضون للجيش وجماعة الاخوان المسلمين الى اعمال عنف خلفت قتيلين و40 مصابا عبر البلاد. ودخلت مدرعات لقوات الامن المصرية في وقت متأخر من مساء امس ميدان التحرير، ايقونة الثورة التي اطاحت بنظام مبارك في العام 2011، لتفريق المتظاهرين. وافاد بيان لوزارة الصحة المصرية ان "شخصين قتلا بطلقات نارية في اشتباكات ميدان التحرير فيما اصيب 26 اخرون في الاشتباكات". وفي 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2011 وعلى خلفية حملة اول انتخابات تشريعية بعد الاطاحة بالرئيس مبارك، جرت تظاهرات في شارع محمد محمود وفي ميدان التحرير ضد المجلس العسكري الذي كان يتولى السلطة حينها وذلك احتجاجا على فض اعتصام لمصابي ثورة 25 يناير وللمطالبة بتسليم السلطة الى المدنيين. واسفرت المواجهات آنذاك بين المتظاهرين وقوات الامن والتي استمرت نحو اسبوع عن سقوط 40 قتيلا واكثر من ثلاثة الاف جريح.