الجديدة - أحمد مصباح
علمت "المغرب اليوم" أن هناك حادثاً مرورياً، هو الأخطر من نوعه، وقع الأربعاء، على الطريق 3427، في شطرها الرابط بين مدارة "المصور راسو"، ومدينة أزمور، إثر انقلاب شاحنة محملة بـ 23 طنا من حمض الكبريتيك، مما أدى إلى تدفق نحو 8 أطنان من المواد الكيميائية الخطيرة، القابلة للانفجار والاشتعال،على الطريق، بمحاذاة محطة البنزين. وقال مصدر رسمي إن الشاحنة المحملة بحمض الكبريت، غادرت المنطقة الصناعية في طريقها، إلى العاصمة الاقتصادية (مدينة الدارالبيضاء)، حيث فقد سائقها السيطرة على عجلة القيادة، جراء عطب في العجلات الخلفية، ما أدى إلى إصابة السائق بحروق بليغة، جراء احتكاكه بالشاحنة المنقلبة، ما استدعى نقله على وجه السرعة إلى المستشفى المحلي في أزمور. ولم يستبعد المصدر أن تحيله السلطات الصحية، إلى المستشفى الجامعي ابن رشد في الدار البيضاء، نظرا لخطورة إصابته، وحالته الصحية حرجة. وسادت حالة استنفار لدى السلطات الأمنية والمحلية، في أعقاب هذا الحادث الخطير، وتدخلت رجال الشرطة في الوقت المناسب، ونجحوا في تفادي كارثة بجميع المقاييس، حيث عملوا على إسعاف الضحية المصاب، وتأمين مسرح الحادث، ومحيطه الذي اكتسحته بركة بنحو 8 أطنان من حمض الكبريت، ومنع المتدخلون الدركيون المواطنين من استعمال الماء، نظرا لما ينتج عن اختلاط هذه المادة السائلة، مع حمض الكبريتيك، أو حمض الكبريت، أو الحمض الكبريتي H2SO4، وهو حمض معدني قوي، من تفاعل كيميائي خطير، يؤدي إلى انفجار واحتراق غير محسوب العواقب. تجدر الإشارة إلى أن حمض الكبريتيك، يميل بشكل كبير إلى الماء، وإذا مزج معه، انطلقت كمية كبيرة من الحرارة. لذلك، فمن الخطر عند تخفيف الحمض، أن يضاف الماء إليه، لأن الحرارة الناتجة، تعمل على تبخير الماء، فيدفع البخار بعض الحمض بقوة كبيرة، ومن ثم، يجب إضافة الحمض بالتدريج، إلى وعاء كبير من الماء، مع التحريك المستمر لتوزيع الحرارة. ويستطيع حمض الكبريتيك انتزاع الماء من المركبات، كالكربوهيدرات، حيث يحولها إلى كثلة إسفنجية من الكربون، ويذوب الحمض الكبريتي H2SO4، في الماء بالتراكيز جميعها.