نيويورك ـ المغرب اليوم
قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، زيد بن رعد الحسين، اليوم الجمعة، إن تصاعد وتيرة العنف في سوريا، حيث تهاوى اتفاق هدنة هش، وانهارت محادثات السلام، قد يؤدي إلى مستويات جديدة من الرعب، وإن كل الأطراف أبدت "استخفافاً شنيعاً" بحياة المدنيين.
وحث زيد في بيان كل الأطراف على التراجع عن العودة إلى الحرب الشاملة، وقال: "كان وقف الأعمال القتالية ومحادثات السلام أفضل سبيل، وإذا تم التخلي عنهما الآن فأخشى مجرد التفكير في مدى الرعب الذي سنشهده في سوريا".
وأضاف: "يعود العنف إلى المستويات التي شهدناها قبل وقف الأعمال القتالية. هناك تقارير مزعجة للغاية عن حشود عسكرية مما يشير إلى استعدادات لتصعيد فتاك".
وتهدف محادثات السلام في جنيف إلى إنهاء الحرب التي فجرت أسوأ أزمة لاجئين في العالم، وسمحت بصعود تنظيم داعش، وجذبت قوى إقليمية وعالمية للتدخل، لكن المفاوضات أخفقت وانهار وقف الأعمال القتالية الذي أتاح إجراءها.
ودمرت غارات جوية في وقت متأخر من يوم الأربعاء مستشفى وقتلت العشرات، بينهم أطفال وأطباء، في هجوم على مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في مدينة حلب. وقال مسؤول أمريكي إن الحكومة السورية شنت الهجوم بمفردها على ما يبدو.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، إن أعمال العنف خلال الأسبوع الماضي أسفرت عن مقتل 202 مدني في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة والمناطق التي تسيطر عليها الحكومة في حلب.
وتابع زيد: "ترد تقارير من حلب وحمص ودمشق وريف دمشق وإدلب ودير الزور عن زيادة عدد الضحايا المدنيين. وفي سياق هذا الوضع الجهنمي، فإن إخفاق مجلس الأمن الدولي المستمر في إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية يعد مثالا على أكثر أشكال الواقعية السياسية خزياً".
وأضاف: "في عقول الكثيرين، أصبحت القوى الكبرى العالمية بالفعل متواطئة في التضحية بمئات الآلاف من البشر وتشريد الملايين. لا يوجد حالياً ما يدفع أياً من مجرمي الحرب الكثيرين في سوريا إلى الكف عن المشاركة في دوامة القتل والدمار التي تبتلع البلاد".