جوبا - الأناضول
أعلنت قبيلة "دينكا نقوك"، من أكبر القبائل فى مننطقة أبيى، المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه، عن تشكيل "مفوضية شعبية" تشرف على إجراء استفتاء على تبعية المنطقة وذلك فى الـ 28 من الشهر الجارى. وقررت قبيلة "دينكا نقوك"، خلال مؤتمر شعبى، السبت، إجازة "مفوضية" لإجراء استفتاء أبيى بشكل شعبى، بعيدا عن حكومتى السودان وجنوب السودان اللتين فشلتا فى الاتفاق حول موعد لإجرائه. وكان من المفترض أن يجرى استفتاء لأهل أبيى بالتزامن مع استفتاء الجنوب فى يناير 2011، إلا أن الاختلاف حول "أهلية الناخب" عطل تلك الخطوة، حيث يتمسك الشمال بمشاركة قبائل المسيرية البالغ عددهم حوالى 450 ألف مواطن فى الاستفتاء، بينما يطالب الجنوب بأن يقتصر التصويت على قبيلة "دينكا نقوك" المتحالفة معه ويقدر عدد أفرادها بحوالى 200 ألف مواطن. وكان "دينق ألور كوال" رئيس اللجنة العليا لاستفتاء منطقة أبيى (لجنة مجتمعية غير حكومية)، قد قال فى وقت سابق إن " قبائل دينكا نقوك (بجنوب السودان) ماضون فى ترتيباتهم لإجراء الاستفتاء المقترح " بشأن تحديد تبعية المنطقة لجوبا أو للخرطوم، مشيرا إلى "إمكانية قيام الاستفتاء من جانب الدينكا نقوك سواء قبلت الخرطوم أم لم تقبل". ويأتى إقرار المفوضية من قبل مؤتمر قبيلة دينكا نقوك بعد فشل حكومتى السودان وجنوب السودان، فى الاتفاق حول موعد لإجراء الاستفتاء وآليته، إلا أنه رغم ذلك يأتى متوافقا مع رؤية جنوب السودان المتحالف مع قبيلة دينكا نقوك. وقامت المفوضية المختارة لإجراء الاستفتاء بأداء القسم أمس أمام اللجنة العليا لاستفتاء منطقة أبيى التى يترأسها "دينق ألور كوال". وقال رئيس المفوضية القاضى منلوك كول، والذى تم اختياره اليوم، فى تصريح للأناضول: "المفوضية ستشرع فى إجراءات تسجيل الناخبين اليوم الأحد، فى عملية تستمر لمدة 3 أيام، وسيتم نشر أسماء مراكز التصويت"، وتابع: "سيبدأ التصويت فى 28 من أكتوبر على أن ينتهى بإعلان النتيجة فى 31 أكتوبر ". يذكر أن الرئيس السودانى عمر البشير سيقوم بزيارة إلى منطقة أبيى فى 22 من الشهر الجارى، والتى تتزامن مع زيارة لوفد من الاتحاد الأفريقى إلى المنطقة. وفى عام 2011 وقعت الخرطوم وجوبا على اتفاقية للترتيبات الإدارية والأمنية فى منطقة أبيى بعد اشتباكات دموية ترتب عليها نشر قوات حفظ سلام أثيوبية تحت مظلة الأمم المتحدة. لكن الاتفاقية - التى تنص على تشكيل حكومة ومجلس تشريعى (برلمان) وقوات شرطية فى منطقة أبيى - لم تنفذ حتى الآن بسب خلاف الطرفين حول نصيب كل منهما فى هذه المؤسسات. وطالبت الخرطوم، فى وقت سابق، الاتحاد الإفريقى بتأجيل استفتاء أبيى المقرر فى أكتوبر المقبل لحين تكوين الإدارة المشتركة للمنطقة وتشكيل المجلس التشريعى ومفوضية الاستفتاء، إلى جانب ضمان مشاركة عرب المسيرية الرحل والذين لا يتواجدون فى المنطقة خلال أكتوبر. وتراجع الاتحاد الأفريقى الذى يرعى المحادثات بين البلدين فى ديسمبر 2012 عن تأييده لمقترح من الوسيط الأفريقى يقضى بإجراء استفتاء فى أكتوبر المقبل بعد رفض الخرطوم له وتهديدها بحرب شاملة، لأن القرار يستثنى قبائل المسيرية من التصويت ويقتصر على دينكا نقوك.