بنغازي - المغرب اليوم
خرج مئات من ثوار ليبيا، الذين أسقطوا نظام العقيد الراحل معمر القذافي، يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول في مدينة بنغازي تنديدا بما أسموه محاولات تقسيم البلد إلى أقاليم. وأعرب الثوار الذين ساروا بأكثر من 50 عربة مدججة بمختلف أنواع الأسلحة عن رفضهم القاطع لإعلان راس لانوف الذي يدعو إلى تطبيق النظام الفدرالي في حكم ليبيا. وأكد محمد العريبي الشهير بـ"بوكا" قائد القوة الثانية في لواء درع ليبيا إن "جميع الثوار الذين بصحبته والبالغ عددهم قرابة الخمسمائة مسلح تنادوا اليوم لرفض محاولات تقسيم البلد"، مؤكدا رفضه والثوار "لنظام المركزي الإداري للدولة". وطالب "بوكا" "بتوزيع عادل للثروات وتيسير الإجراءات الإدارية في مختلف مناطق البلد"، لافتا إلى أن "تطبيق النظام الفيدرالي هو خطوة أولى نحو تقسيم البلد الى دويلات". واعتبر "بوكا" أن "هذه المطالب هي مطالب الشعب الليبي وليس الثوار فحسب"، مشيرا الى ان "إبعادهم عن الساحة لن يثنيهم عن واجباتهم تجاه الوطن والمواطنين". وتتكون ليبيا تاريخيا من ثلاثة أقاليم فيدرالية هي إقليم طرابلس غربا وبرقة شرقا وفزان جنوبا توحدت على يد ملك ليبيا الراحل محمد إدريس السنوسي في ستينيات القرن الماضي. وأعلن في رأس لانوف في أغسطس/آب الماضي عن تشكيل مكتب سياسي تكون مهمته تسيير الحكم في إقليم برقة الممتد من شرق مدينة سرت غربا، وحتى الحدود الليبية المصرية شرقا. في سياق متصل نظم عدد من أهالي وأسر الشهداء بمدينة بنغازي وقفة احتجاجية بمنطقة الحدائق عبروا خلالها عن تنديدهم واستنكارهم لتواصل عمليات الاغتيالات والتفجيرات في المدينة. وطالب المشاركون المؤتمر الوطني العام والحكومة المؤقتة وكافة الأجهزة الأمنية باتخاذ إجراءات جدية وعاجلة للكشف عن الجناة الذين يقفون وراء هذه العمليات الإرهابية وإحالتهم على وجه السرعة للسلطات القضائية.