بغداد ـ نجلاء الطائي
كشفت مصادر مقرّبة من زعيم "التيار الصدري" في العراق مقتدى الصدر، أن الأخير عبر عن موافقة مشروطة للعودة إلى الحياة السياسية مجددًا، وذلك بعد أسبوعين على إعلانه اعتزال الحياة السياسية والاجتماعية. وحدد الصدر، شروطه بتنفيذ الإصلاحات التي دعا إليها أنصاره، عبر سلسلة من البيانات، كان آخرها البيان الذي أصدره من مقر إقامته الحالي في مدينة قم الإيرانية، والذي أكد فيه أن "سمعة آل الصدر باتت على المحك". وقال المصدر المقرّب من "التيار الصدري"، في تصريحات صحافية، الأحد، "إن وفدًا يمثل كبار رجال الدين الموالين للتيار، برئاسة مدير مكتب الصدر في مدينة الكاظمية حازم الأعرجي، التقوا قبل أيام عدة، مقتدى الصدر، في مقر إقامته في إيران، لمناشدته العودة عن قرار اعتزاله العمل السياسي، وأن الصدر اقتنع بالعودة إلى ممارسة العمل السياسي، شريطة تنفيذ الإصلاحات التي دعا أنصاره إليها"، متوقعًا أن "يُعلن الصدر، في الأيام المقبلة رسميًا، عن عودته إلى الحياة السياسية، بعد أن تعهد له أعضاء الوفد الالتزام بتوجيهاته لإجراء الإصلاحات المطلوبة". وأوضح المصدر نفسه، أن "مجموعة من قيادات (التيار الصدري) وسياسيين ورجال دين، سيتوجهون الإثنين، إلى مرقد الصدر الأب في مدينة النجف، للخروج بتظاهرة تطالب زعيم التيار بالعدول عن قرار اعتزاله السياسي، وأن التيار دعا قواعده الجماهيرية إلى تجديد العهد والطاعة والولاء لزعيمهم مقتدى الصدر، وذلك في مرقد والده، في تمام الساعة العاشرة من صباح الإثنين". وأكد عضو البرلمان العراقي عن "كتلة الأحرار" التابعة لـ"التيار الصدري" في البرلمان العراقي جواد الجبوري، لـ"العرب اليوم"، أن "مقتدى الصدر مرجع ديني لأبناء الخط الصدري، وهو ليس زعيمًا لحزب سياسي، وبالتالي فإن دوره لا ينحصر في الأطر السياسية التي يمكن أن يمارسها باقي الزعماء السياسيين، وأن من لا يعرف الصدر جيدًا يمكن له أن يتكهن بما قد يتكهنه على صعيد اعتزال الحياة السياسية، حيث أن الصدر لا يعتبر نفسه زعيمًا سياسيًا، حتى يمكن لنا القول إنه تخلى عن دوره". وأضاف الجبوري، أن "الصدر لكل العراقيين، على الرغم من أنه زعيم (التيار الصدري الذي ليس حزبا سياسيا، وبالتالي فإن الصدر يرفض أية ممارسة خاطئة مهما كانت بسيطة، وأن التيار ومن خلال زعيمه وهيئاته السياسية، هو الأكثر محاسبة لنوابه ووزرائه، وهو أمر ثبت بالدليل القاطع، حيث لم تظهر أية شبهة فساد على أي من وزراء (التيار الصدري) أو نوابه". وأعلن القيادي في "التيار الصدري" محمد رضا الخفاجي، أن "التيار مقبل على مرحلة جديدة تنسجم مع ثقله الجماهيري، وهو ما حققه سواء في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في 2010، أو انتخابات مجالس المحافظات المحلية في 2013، التي أكدت صدارة التيار للمشهد السياسي، وهو ما جعل كتلاً أخرى منافسة تخشى قوة التيار المتنامية". ورأى الخفاجي، أن "أهم ما بات يُخيف بعض الكتل المنافسة، وفي المقدمة منها (دولة القانون)، وبالذات حزب الدعوة الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، هو أنهم باتوا يدركون أن منصب رئاسة الوزراء للفترة المقبلة بات يقترب من (التيار الصدري)، غير أن لهذا الأمر سياقات لابد أن يقوم بها التيار، الذي يستلهم من مواقف زعيمه مقتدى الصدر كل ما يمكن أن يجعله قويًا وقادرًا على التعامل مع مختلف الظروف الجديدة، وفي هذا الإطار، فإن التيار الآن يتجه إلى العمل على تجديد مؤسساته، وتغيير العديد من قياداته وضخ دماء جديدة، وهو ما يطمح إليه الصدر وهو ما سيتم خلال الفترة المقبلة"، مشيرًا إلى أن "المرحلة المقبلة ستكون في غاية الخطورة، ومواجهتها تتطلب ممارسات وإجراءات جديدة، والأهم تضحيات جديدة، وهو ما سنعمله بصفتنا (التيار الصدري)، وهو ما يريده منا زعيمنا الذي عاهدناه على أن نكون عند حسن ظنه وظن أبناء شعبنا العراقي بكل طوائفه ومكوناته".