بيروت - وكالات
كشفت مصادر ديبلوماسية لبنانية لـ «الراي» عن «ان طائرة كويتية حطت على عجل في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت يوم السبت الماضي في 22 الجاري وفي شكل سري»، لافتة الى «ان السفارة الكويتية في بيروت لم تُعْلم الخارجية اللبنانية بخلفية هذه الخطوة ولم توضح الغاية منها». غير ان مصادر أمنية لبنانية مطلعة أبلغت الى «الراي» ان السفارة الكويتية في بيروت «سحبت مستندات مهمة من مقرها في العاصمة اللبنانية»، كاشفة «ان السفارة طلبت من الخارجية اللبنانية إذناً باعتماد 36 ديبلوماسياً جديداً للعمل في نطاق البعثة الديبلوماسية الكويتية في بيروت». وأشارت المصادر الامنية عيْنها الى «ان الخارجية اللبنانية لم توافق حتى الآن على الطلب الكويتي لاستهجانها العدد المرتفع للديبلوماسيين المنوي اعتمادهم، ولا سيما في ضوء الحجم الصغير للسفارة ونشاطها المحدود، وعدم الحاجة تالياً لـ 36 ديبلوماسياً إضافياً». ورجّحت هذه المصادر «ان تكون هوية الديبلوماسيين المطلوب اعتمادهم أمنية بحتة، ومهمتهم العمل على إخلاء السفارة في أسرع وقت ممكن في حال قررت دولة الكويت سحب ديبلوماسييها ورعاياها من لبنان بالسرعة المطلوبة». ولفتت المصادر الى «ان ما من مؤشر حتى الآن من الكويت او سفارتها في بيروت الى إمكان اللجوء الى هكذا خطوة (سحب الديبلوماسيين والرعايا)»، من دون ان تستبعد المصادر «ان يكون هذا التدبير الاحترازي على صلة بالاوضاع الامنية في لبنان، وبقرار دول مجلس التعاون الخليجي في شأن علاقتها الجديدة بلبنان في ضوء تداعيات الحرب في سورية». وطمأنت المصادر الامنية الى «ان مقر السفارة الكويتية في بيروت يحظى بحماية رسمية، فهناك دورية لقوى الامن الداخلي ونقطة ثابتة للجيش اللبناني لضمان حماية السفارة التي تعتمد شركة أمن خاصة في داخلها». ولم تستبعد دوائر مراقبة في بيروت ان تحذو دول خليجية حذو الكويت في التدابير الاحترازية المتصلة ببعثاتها الديبلوماسية في العاصمة اللبنانية، ملاحِظة «تزامُن خطوة الكويت مع انعقاد اجتماع وزراء الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي للاتفاق على الاجراءات في شأن المنتسبين الى (حزب الله) ومصالحهم على اراضيها». واستغربت مصادر قريبة من قيادة «حزب الله» ما يشاع حول التدابير الاحترازية التي تتخذها الكويت في شأن سفارتها ورعاياها في لبنان، مشيرة الى «ان حزب الله يعتبر الكويت دولة صديقة، وهي كانت شريكة في مواجهة آثار العدوان الاسرائيلي في حرب يوليو 2006».