عمان ـ أ.ش.أ
قال زكى بنى أرشيد، مهندس الجماعة الأول والمحرك الأساسى لقراراتها، إن قيادة الإخوان اتخذت قراراً نهائياً بمقاطعة الانتخابات المحلية المقبلة، وهو قرار لم يعلن رسمياً حتى الآن، مشيراً إلى أن الحكومة لم تقدم أى ضمانات، وبالتالى جاءت المقاطعة احتجاجاً على قانون الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والذى وصفوه بأنه "يقلص نفوذهم". ورد بنى أرشيد على قيام تيارى الحمائم والوسط بتحميل قيادة الجماعة الحالية -التى يسيطر عليها تيار الصقور- مسئولية "الإخفاق" فى إدارة حوار جاد مع الدولة واحتواء خلافات التنظيم الداخلية، قائلاً لـ"الحياة اللندنية"عندما أمسكت هذه المجموعات القيادة، كان هناك فشل وتراجع حقيقى، المكتب التنفيذى السابق، على سبيل المثال، كان قائماً على المحاصصة ولم يكن ناجحاً". وأضاف "هناك محاولات تجرى الآن لإنتاج السيناريو نفسه، والذى يتهم القيادة الحالية بالفشل هو الذى يسعى لإنتاج الفشل من جديد". وحول تحميل الصقور أو التيار المتشدد الفشل جراء عدم توجيه رسائل طمأنة إلى الملك الذى لمح مراراً إلى مطامع الجماعة بالحكم، قال بنى أرشيد "رسائل الطمأنة تحتاج خطوط اتصال لكن أجهزة الملك عملت على تعطيلها طيلة الفترة الماضية، ولم تكتف بذلك، بل سعت إلى تشويه صورة الحركة الإسلامية أمام صاحب القرار". وتابع "أشعر أن الفجوة تتسع بين القصر والإخوان بسبب النحت المستمر فى هيبة الدولة، ومكانة رجالاتها وشرعيتهم" مضيفاً أن "سمة الانسداد السياسى تتسيد المشهد بيننا وبين صاحب القرار، والمؤكد أن القوى الوطنية والشعبية لديها إرادة ورغبة فى الخروج من عنق الزجاجة، لكن إرادة النظام غائبة تماماً عن إيجاد أى مخرج للأزمة المركبة والمعقدة". ولفت بنى أرشيد إلى إمكان جدولة وإرجاء بعض المطالب والتعديلات الدستورية التى تمس صلاحيات الملك، قائلاً "عندما تتوافر النية الحقيقية لبحث الملف الإصلاحى سيكون كل شىء ممكناً". وأقر بنى أرشيد بتراجع الزخم الشعبى عن التظاهرات التى تدعو إليها الجماعة وحلفاؤها، لكنه اعتبر أن تناقص أعداد المتظاهرين "أمر طبيعى يبقى بين مد وجزر". وفى خصوص مبادرة "زمزم" التى أطلقها بعض قيادات الجماعة وتدعو إلى الاقتراب من السلطة، قال: "هذا الملف داخلى، ومعالجتنا له ستكون وفق أسس تنظيمية، وبعد أيام أو شهور على الأكثر سنكتشف كم هو حجم الوهم الذى يسيطر على أذهان رواد هذه المبادرة، لقد أعطيناهم فرصاً عديدة، لكنها استنفدت". وحظيت هذه المبادرة التى يرى البعض أنها قد تحدث شرخاً داخل الصف الإخوانى بتأييد جهات محسوبة على السلطة، وأكد روادها وجميعهم يمثل تيار الحمائم القريب من القصر، ضرورة حماية "هيبة الدولة" والمشاركة "السياسية الفاعلة".