القاهرة - المغرب اليوم
قال خبير إن "ملف الذاكرة" لا يزال يهدد علاقات باريس والجزائر لطلبها اعتراف فرنسا بماضيها الاستعماري، مضيفا أن إغلاق المجال الجوي أمام فرنسا أفقدها التعاون العسكري مع دولة كبيرة. وأضاف الخبير العسكري المصري اللواء سمير راغب في تصريح خاص لـRT أن: "توتر العلاقات الجزائرية الفرنسية، والذي شهد عدة أزمات منذ عصر بوتفليقة، كان أبرزها "ملف الذاكرة"، الذي لا يزال يهدد العلاقة بين البلدين بسبب إصرار الجزائر على اعتراف فرنسا بماضيها خلال احتلال الجزائر وتقديم اعتذار فيما تصر فرنسا على رفض الاعتذار".
وتابع: "ورغم تنصيب الرئيسين تبون وماكرون لجنتين لبحث ملفات الذاكرة، إلا أن الإصرار الجزائري وضغط الرأي العام وخاصة ما يسمى في الجزائر بـ"الأسرة الثورية" واتهام الجزائر فرنسا بارتكاب جرائم حرب ومجازر أبرزها التفجيرات النووية في الصحراء، إلا أن الخطاب للرئيس تبون في إدارة الأزمة قوبل بخطاب وقرارات تصعيدية من الرئيس ماكرون، لتتحول الأزمة و ربما للمرة الأولى، لأزمة بين رؤساء الدولتين وليس مثل كل مرة أزمة بسبب فيلم وثائقي أو تفتيش مسؤول جزائري كبير".
وأشار راغب إلى أن: "التصعيد الكلامي الفرنسي الأخير تم مواجهته بقرار منع الطائرات الحربية الفرنسية من استخدام المجال الجوي الجزائري، للوصول إلى مالي ضمن العملية "برخين"، يعكس انتقال التصعيد إلى التأثير على مناطق النفوذ الفرنسي القديم، والمصالح الحيوية بشمال إفريقيا ودول الساحل و الصحراء، لأن الجزائر دولة كبيرة و لها تأثير كبير في محيطها الحيوي الذي يتقاطع مع محيط فرنسا". وأكد الخبير العسكري أن "أوراق الضغوط الجزائرية أكبر بكثير من ممر جوي، وخاصة أن التنافس الفرنسي-التركي، ربما يلقي بظلاله على الخلاف الفرنسي-الجزائري، و فكرة أن يلقي ماكرون بتاريخ استعمار الجزائر على تركيا، لا يقطع الطريق على العلاقات الجزائرية-التركية، بل أعاق الطريق على تجاوز الخلاف الفرنسي، لأن فكرة التشكيك في وجود وطن جزائري قبل الاحتلال الفرنسي، خطأ لن يقبله الجزائريون، وأعاد ذكريات الحقبة الاستعمارية الفرنسية و أصبح الوضع كقطارين يتحركان على نفس القضيب وفي اتجاه معاكس، الصدام سوف يحدث عدا في حالة توقف القطارين، أو يعكس أحدهما اتجاه حركته".
وتابع :"لا شك في أن القرار الجزائري أفقد فرنسا ممرا جويا هاما و مؤمنا كما أفقدها التعاون العسكري و الاستخباراتي مع دولة كبيرة، كذلك ربما يفتح أبواب التنافس بدلا من التكامل في دول جوار الجزائر و ما يجاورها، بدائل فرنسا في الممرات الجوية تكون عبر ليبيا وهي غير مؤمنة بدرجة الجزائر، كذلك المغرب وهو الأرجح، مع الأخذ في الاعتبار ارتفاع تكاليف البدائل، والأهم أنه ربما توجد بدائل للممر الجوي، لكن لا توجد بدائل جيواستراتيجية للجزائر، فرنسا تعاني عسكريا في مالي وتشاد والنيجر، و حتى في بوركينافاسو وساحل العاج، في مواجهة التنظيمات المتطرفة و الإرهابية، كانت تحتاج للمزيد من دعم دول جوار الساحل والصحراء، بحركة واحدة فقدت أهم دولة جوار و شريك في مكافحة الإرهاب".
قد يهمك أيضاً :
إيمانويل ماكرون يكتفي بـ "عدم إنكار" ملف الذاكرة خلال سفره إلى الجزائر