الموصل - المغرب اليوم
أعرب اهالي بلدة القيارة (50 كم) جنوب الموصل عن أملهم في أن تسرع السلطات الحكومية بإطفاء ابار النفط وتوقف سحب الدخان الكثيف الذي لوث كل شيء لديهم وأصبح يهدد حياتهم بالخطر.
القيارة بدت وكانها مدينة للدخان الأسود نتيجة قيام تنظيم داعش الإرهابي بإحراق عدة ابار نفطية في حقول نجمة الواقعة شمالي البلدة منذ أربعة أشهر ما أثر على السكان المحليين لكنهم ورغم الصعوبات الصحية أصروا على البقاء في بلدتهم تحديا لهذا التنظيم الإرهابي.
أمل أهالي القيارة بالتخلص من التلوث الذي سببه الدخان المتصاعدة من خمسة ابار بات قريبا خصوصا بعد أن تمكنت القوات العراقية من تحرير المناطق القريبة من الابار النفطية المشتعلة.
وقال الحاج غانم الجبوري (62 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن التنظيم الإرهابي حاول أن يحول كل شيء إلى سواد في القيارة عندما أحرق قبل أربعة أشهر عدة ابار نفطية وبعد تحرير القوات العراقية لمركز القيارة قام التنظيم بإحراق ابار أخرى الأمر الذي زاد من كثافة الدخان ومعاناة الناس".
وأضاف الجبوري "لايمكن لنا أن نلبس الملابس البيضاء لأن لونها يتغير بعد 10 دقائق نتيجة كثافة الدخان"مبينا أن من يخرج إلى السوق ويعود يحتاج الى أن يستحم لأن ملامح وجهه تتغير إلى السواد لكثافة الدخان".
وتابع الجبوري "نعلم أنه من الناحية الصحية لايجوز السكن في البلدة لكننا بقينا هنا، تحديا لداعش فهو يريد أن يخرجنا من ديارنا، بعد أن حاول أن يجعل كل شيء أسود في حياتنا،، لكننا نقول له ولغيره ستبقى قلوبنا بيضاء رغم سوادكم وحقدكم الأسود يامن دمرتم العراق وفتلتم شعبه".
وأعرب الجبوري عن اعتقاده بأن معاناتهم من التلوث سنتهي قريبا جدا خصوصا بعد أن أبعدت القوات العراقية تنظيم داعش الإرهابي عن ابار النفط التي يتصاعد منها الدخان لمسافة أكثر من 10 كلم في اليوم الأول من انطلاق عملية تحرير الموصل.
من جانبه قال عمر محمد (23 عاما) "كل شيء تحول إلى اللون الأسود نتيجة الدخان الكثيف المتسبب من إحراق الدواعش لابار النفط"، مضيفا "الخراف تغير لونها من الأبيض إلى الأسود ، والدجاج كذلك وحتى الطيور أصبح لونها قريبا إلى السواد، أي أن الأرض والجو ملوث".
ومضى يقول "الأشجار في كافة أنحاء البلدة تغير لونها من الأخضر إلى لون قريب من الأسود، وعندما ننظف المنزل يتحول الماء إلى لون أسود وكانه نفط أسود لكننا باقون صامدون".
وذكر بان معاناتهم تزداد كلما كان اتجاه الرياح من الشمال إلى الجنوب، مبينا أن سرعة الرياح تزيد أيضا من معاناتهم لأنها تنقل كميات كبيرة من الدخان التي تدخل إلى المنازل.
ودعا محمد السلطات الحكومية إلى الإسراع بإطفاء الحرائق وإيقاف الدخان وإيقاف هدر الأموال العراقية من خلال احتراق كميات كبيرة من النفط الخام، لافتا إلى كميات النفط التي تحترق يفقد العراق من جرائها ملايين الدولارات شهريا.
إلى ذلك قال مصدر حكومي في بلدة القارة "ان الكوادر الهندسية النفطية المتخصصة بإطفاء الحرائق وإيقاف تسرب النفط موجودة حاليا في بلدة القيارة، وستباشر عملها خلال الساعات القليلة المقبلة".
وأوضح أن سبب تاخر إطفاء الحرائق هو أن عناصر التنظيم الإرهابي كان يستهدف الآليات التخصصية التي تقوم بإطفاء الحرائق وإيقاف تسريب النفط.
وطمئن المصدر أهالي القيارة بان عمليات إطفاء الحريق ستتم بوقت قريب جدا قائلا "الآن وبعد أن أبعدت قواتنا الأمنية البطلة عناصر تنظم داعش الإرهابي عن الابار المشتعلة من خلال تحريرها للمناطق الواقعة شمال القيارة، أصبح الوضع آمنا لنا وسوف نباشر بعمليات إطفاء الحرائق وإيقاف الدخان، ولن ندخر أي جهد لإنهاء معاناة أهلنا في القيارة".
أكد لنا العديد من أهالي القيارة بأنهم على ثقة بان قضية تلوث أجواء بلدتهم ستنتهي قريبا، خصوصا بعد أن انتهى تنظيم داعش الإرهابي من بلدتهم وإلى الأبد وفشل في تلويث عقولهم رغم سيطرته عليهم لأكثر من سنتين وشهرين.
يذكر أن تنظيم داعش الإرهابي الذي احتل بلدة القيارة في العاشر من يونيو عام 2014 قام بإحراق تسعة ابار نفطية في حقول نجمة الواقعة شمال بلدة القيارة قبل عدة أشهر بعد اضطراره للانسحاب بسبب تقدم القوات العراقية.
وتمكنت كوادر وزارة النفط العراقية من إطفاء أربعة أبار بعد تحرير مركز بلدة القيارة والمناطق المحيطة بها، قبل أقل من شهرين، لكنها لم تتمكن من إطفاء بقية الابار لوقوعها تحت تأثير نيران التنظيم الإرهابي، ولاتزال هناك خمسة أعمدة من الدخان الأسود الكثيف تتصاعد في سماء القيارة وترى بالعين المجردة من مسافات بعيدة.