بغداد - أ ف ب
وقع خمسة جنود عراقيين صباح الاحد اسرى بيد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام جنوب مدينة الفلوجة التي خرجت عن سلطة الدولة منذ اسابيع، فيما قتل 13 شخصا في هجمات متفرقة في البلاد. وبحسب مصادر امنية وشهود فان مسلحين ينتمون الى تنظيم داعش، هاجموا ثكنة للجيش في منطقة النعيمية جنوب مدينة الفلوجة، واشتبكوا مع الجنود لمدة ثلاث ساعات، تمكن خلالها التنظيم من اسر خمسة جنود بينهم ضابط". وتمكن المسلحون كذلك من الاستيلاء على ست عربات عسكرية قاموا بحرق ثلاث منها، واحتفظوا بثلاث جابوا فيها شوارع مدينة الفلوجة. وبعد ساعات من وقوع الحادث، نشر جهاديون على شبكات التواصل الاجتماعي، صورا للجنود الاسرى وهم مكبلون في شاحنة صغيرة ويجوبون فيهم شوارع المدينة وسط هتاف "دولة الاسلام باقية" فيما ترفرف رايتهم السوداء اعلى السيارة. ونشروا فيديو اخر يظهر فيه حرق عربة عسكرية من طراز همر، وعربتين اخريين تجوبان شوارع الفلوجة. وتعد هذه ثاني مرة ينجح فيها تنظيم داعش باسر جنود عراقيين، بعد حادثة اسر اربعة من عناصر وحدة عسكرية تابعة للقوات الخاصة، في منطقة البو بالي شرق الرمادي، قبل اسبوعين، واقدموا على اعدامهم بدم بارد، ونشر فيديو للعملية. وما زالت مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) خارج سيطرة القوات العراقية وينتشر فيها مسلحون من تنظيم داعش فيما يتواجد اخرون من ابناء العشائر حول المدينة، وفقا لمصادر امنية وشهود عيان. من جهة اخرى، قامت قوات الجيش منذ صباح الاحد بمحاصرة حي الملعب جنوب مدينة الرمادي كبرى مدن الانبار، حيث تتواصل المواجهات بين القوات العراقية ومسلحي داعش في محافظة الانبار غرب بغداد. فيما اعلن الجيش العراقي مقتل المسؤول في داعش محمود عبيد الجميلي المعروف باسم قناص الكرمة. وهي المرة الاولى التي يسيطر فيها مسلحون على مدن كبرى منذ اندلاع موجة العنف الدموية التي تلت الاجتياح الاميركي العام 2003. الى ذلك، قتل 13 شخصا على الاقل واصيب العشرات في سلسلة هجمات متفرقة الاحد في العراق بينهم اربعة قتلوا في ثلاث سيارات مفخخة استهدفت مدينة كركوك الغنية بالنفط. وقال مصدر امني ان "ثلاث سيارات مفخخة انفجرت في مدينة كركوك، ما اسفر عن مقتل اربعة اشخاص واصابة 14 اخرين بجروح،". واوضح ان "التفجيرات وقعت بطريقة منسقة، حيث انفجرت الاولى في حي رحيم اوة، شمال المدينة، فيما انفجرت سيارتان جنوب المدينة بوقت متزامن". وفي الفلوجة التي خرجت عن سلطة الدولة منذ اسابيع قتل ثلاثة اطفال وامرأة اثر اشتباكات بين قوات الجيش ومسلحين ينتمون الى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام الذي بات يهيمن على المدينة. وفي بغداد، اعلنت الشرطة العراقية مقتل ضابط جيش سابق مع زوجته في منزلهما في حي الراشدية شمال شرق العاصمة. وفي حادث منفصل اخر، قتل شخصان احدهما يعمل حارس مدرسة، بنيران مسلحين مجهولين في مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية شرق المدينة. وفي الموصل، 350 كلم شمال بغداد، هاجم مسلحون مجهولون سيارة الشيخ خالد الزبيدي احد زعماء عشيرة الزبيدات في منطقة باب الجديد وسط المدينة، بحسب مصادر في الشرطة. وتتواصل موجة العنف في العراق وادت الى مقتل اكثر من 800 شخص في اشتباكات وهجمات منذ بداية الشهر الجاري في عموم البلاد، وفقا لحصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر رسمية. وتاتي اعمال العنف مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية التي من المقرر ان تجري في الثلاثين من نيسان/ابريل المقبل. وتتواصل المواجهات بين القوات العراقية ومسلحين من تنظيم "داعش" في محافظة الانبار غرب بغداد. وتنفذ هذه العمليات بمساندة قوات الصحوة وابناء العشائر منذ اكثر من ثلاثة اسابيع ضد مقاتلي التنظيم المرتبط بالقاعدة ومسلحين مناهضين للحكومة يسيطرون على مناطق في محافظة الانبار التي تشترك مع سوريا بحدود تمتد نحو 300 كلم. ودعا مسؤولون بينهم الرئيس الاميركي باراك اوباما والامين العام للامم المتحدة بان كي مون، السلطات العراقية للبحث في حلول سياسية لقطع الدعم عن المتمردين، لكن رئيس الوزراء نوري المالكي اتخذ اجراءات مشددة تزامنا مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة نهاية نيسان/ابريل