دمشق - المغرب اليوم
بدأ اوائل اللاجئين الذين فروا الى تركيا هربا من المعارك من اجل السيطرة على تل ابيض السورية على الحدود بين البلدين، بالعودة الاربعاء الى مدينتهم، بحسب ما افادت صحافية في وكالة فرانس برس.
وتجمع صباحا حوالى 200 رجل وامراة وطفل يحملون امتعتهم القليلة في صرر وسط الحر امام معبر اقجه قلعة الحدودي (جنوب) للعودة الى ديارهم.
وسيطر المقاتلون الاكراد فجر الثلاثاء بشكل كامل على مدينة تل ابيض السورية على الحدود مع تركيا، مدعومين بغارات جوية نفذها الائتلاف الدولي بقيادة اميركية لمكافحة الجهاديين ومجموعات معارضة سورية، بعد طرد اخر مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية منها.
وادت المعارك التي استمرت عدة ايام الى توافد اكثر من 23 الف لاجئ الى تركيا بين 3 و15 حزيران/يونيو، بحسب ارقام المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة.
واعادت قوى الامن التركية فتح حدودها صباح الاربعاء امام الراغبين في العودة الى سوريا.
وصرحت فخرية وهي من النازحين لفرانس برس "انا عائدة، تركت زوجي هناك". واضافت السيدة البالغة 40 عاما "لكنني ما زلت مرتعبة من القصف. من لا يخشى القصف؟". وتابعت "اخاف كذلك من عودة تنظيم الدولة الاسلامية. ساعود واقرر مع عائلتي ان كان يمكننا البقاء ام لا".
واعتبر محمود السوري من تل ابيض ان "الوضع ليس جيدا هنا، ليس كما في ديارنا" قبل عبور السياج الحديدي الذي يفصل تركيا عن بلاده. "نريد امضاء شهر رمضان المبارك في بلدنا. هذا يسعدنا" على ما اضاف المزارع.
غير ان هذا الانتصار الجديد للاكراد، بعد معارك كوباني في كانون الثاني/يناير، اثار قلق الرئيس التركي الاسلامي المحافظ رجب طيب اردوغان الذي اعرب الاحد عن مخاوفه ازاء "انشاء بنية تهدد حدودنا".
ووصل الامر حد اتهام المتحدث باسم الحكومة بولنت ارينتش الاثنين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي بتنفيذ سياسة "تطهير عرقي" في شمال سوريا.
وتملك وحدات حماية الشعب الكردي علاقات مع حزب العمال الكردستاني الذي يشن منذ 1984 تمردا مسلحا في تركيا وتعتبره سلطات انقره مجموعة "ارهابية".
وتشكل تركيا التي قطعت علاقاتها مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وجهة النازحين الرئيسية هربا من المعارك. وهي تستضيف حاليا رسميا اكثر من 1,8 ملايين لاجئ سوري.