بيروت – المغرب اليوم
ذكرت صحيفة "السفير" اللبنانية أن عملية اغتيال عميد الأسرى اللبنانيين الأسير المحرر سمير القنطار تمت من خلال طائرتين إسرائيليتين من طراز أف 15 قامتا بقصف موقعه من على بعد 90 كيلومترا .
وأوضحت الصحيفة أن مراصد الجيش السوري، سجلت تحليق الطائرتين عند بحيرة طبريا عل الحدود بين إسرائيل وسوريا، ثم إطلاقهما، من دون تجاوز خط الهدنة في الجولان السوري واستخدمت الطائرتان، 4 قنابل ذكية مجنحة من طراز سبايس 2000، قطعت 90 كيلومتراً من موقع إطلاقها في سماء طبريا، حتى انفجارها عند العاشرة والربع ليل أمس الأول في المبنى الحجري الأبيض في جرمانا بريف دمشق.
وأشارت مصادر سورية مطلعة لـ "السفير" إلى أن الرادارات السورية لم ترصد دخول القنابل المجنحة الأجواء السورية إلا في الكيلومتر 15 قبل انفجارها في جرمانا.
واعتبرت الصحيفة أن الاعتداء الإسرائيلي على جرمانا، يشكل إذا ما تم تأكيد تفاصيل العملية في الساعات المقبلة، تحولاً كبيراً في العمليات الإسرائيلية الجوية تجاه سوريا ولبنان، إذ يعد اللجوء إلى القصف من الأجواء الفلسطينية، ومن مسافة 90 كيلومتراً، ومن دون اختراق الأجواء المجاورة، عملاً غير مسبوق في عمليات الاغتيال التي تنفذها إسرائيل.
ولفتت "السفير" إلى أن العملية الإسرائيلية تطرح أسئلة عن احتمالات الخرق التقني أو البشري الإسرائيلي، إذ أن انكشاف تحركات سمير القنطار أمام الرصد الإسرائيلي، كان جلياً، خصوصاً أنه لم يمض على وصوله إلى دمشق، قادماً من بيروت، أكثر من 12 ساعة، كما أن تردده على شقة حي الحمصي في جرمانا، كان لا يتجاوز الزيارة الواحدة كل شهرين، من دون أن يمكث فيها أكثر من ساعات قليلة، حسب مصادر مطلعة.
ونوهت الصحيفة بأن القنطار ( كان درزيا) لعب دوراً كبيراً في منع انزلاق قرى سفح جبل الشيخ (ينتمون للطائفة الدرزية)، نحو مظلة الأمن الإسرائيلي، التي كانت أصوات عربية إسرائيلية تدفع نحوه، واستنفرت لتسريعه بعد اقتراب فصائل عملية "عاصفة الجنوب" المسلحة من مطار الثعلة في يونيو الماضي، وتهديد مدينة السويداء.(ذات الغالبية الدرزية).
وقالت إن القنطار كان هاجساً إسرائيلياً كبيراً منذ إطلاقه عنوة من أسر استمر نحو ثلاثة عقود من الزمن في السجون، في عملية تبادل مع حزب الله ، مما شكل إهانة للإسرائيليين بعد استثنائه من كل عمليات تبادل الأسرى قبل هذا التاريخ.
وتحول القنطار بعد أن أصبح حراً، إلى هدف للمطاردة، وللثأر من الإهانة أولا، ومنع القنطار ثانيا، من المضي قدماً في تحصين البيئة الجولانية من الاختراق الإسرائيلي، ودوره في تأطير شبان القرى الدرزية في السفح الشرقي لجبل الشيخ، في لجان المقاومة الشعبية، للقتال إلى جانب الجيش السوري وحزب الله في الجولان، ضد التهديد الإسرائيلي والتكفيري المزدوج للتجمعات الدرزية في ريف القنيطرة، خصوصاً في بلدة "حضر" التي تعرضت لمجزرة في الربيع الماضي على يد مسلحي "جبهة النصرة".