القاهرة - محمد التوني
شهد البرلمان المصري حالة من الجدل والخلاف في الفترة الماضية، بعد طلب أحد النائبات بحذف بعض النصوص من قصة "وإسلاماه" المقررة على طلاب الصف الثاني الثانوي العام، بدعوى أنها تحض على الإرهاب. واستشهدت النائب منى منير، عضو مجلس النواب المصري، ببعض المقاطع داخل المقرر الدراسي، بأنه يحض على العنف، بما يؤثر على تفكير الطلبة صغار السن، وتأثرهم بالعنف في التعامل فيما بعد.
وأضافت منير في تصريحات خاصة إلى "المغرب اليوم"، قائلة "إن الرواية المقررة على الطلبة قصة أدبية، وليست قصة تاريخية تحكي وقائع حقيقية. وبشأن الهجوم عليها، أشارت النائب إلى أن كل ذلك لا يعنيها مقابل تحقيق الهدف الأساسي في تطوير وتنقية المناهج التعليمية، بما يخدم مصر في القضاء على العنف والإرهاب.
وعن مدي تفهم وزارة التربية والتعليم لهذا المطلب والاستجابة لحذف ما أشارت إليه، أعلنت أنها تلقت اتصالًا من مسؤولي وزارة التربية والتعليم أبدوا تفهمهم للأمر، وأعلنوا الاتجاه نحو حذف أي نصوص فيها إشارات للعنف والحض على الإرهاب. وعن تمسكها بحذف بعض النصوص في الرواية، قالت النائب في المقابلة "نحن في زمن التكنولوجيا والثورة المعلوماتية، فكيف لنا أن ندرس لأبناء في سن المراهقة، قصص تتحدث عن السيف والرمح".
وعن التقدم بطلب رسمي إلى البرلمان من أجل اتخاذ اللازم في هذا الشأن، نفت النائب منى منير، أنها تقدمت بطلب رسمي إلى لجنة التعليم، ولكن هناك ترحيب لتنقية المناهج من اللجنة. وعن تأثير تنقية المناهج في الحد من العنف والأفكار المتطرفة، أوضحت منى منير خلال المقابلة، أن الأطفال في مرحلة النشأ يتأثر بالأفكار التي يتم غرسها فيه، لذلك علينا أن نربي الأطفال على حب القوات المسلحة والشرطة، بدلًا من القصص الأدبية التي تؤدي لتكفير رجال الجيش والشرطة.
وجزء من النص الذي استشهدت به النائب بأنه يحض على الإرهاب في قصة وإسلاماه، هو "وأمَرَ السلطانُ بأسْرَى التتار فقُتِلوا جميعًا. وكان فيهم قائدُهُم "ابن جنكيز خان"، فأمر به فأحْضِرَ إليه لِيَقْتُلَهُ بِنَفْسِهِ!! لكن محمـودًا تقدَّمَ إلى خاله قائلًا: "يا خالي إنك لا تقتل إلا جنكيز خان نفسه، أما ابنه هذا فدعْهُ لِسَيْفى فإنه غيْر أهْلٍ لسيْفِك، فضحِك جلال الدين ومن معه وقال: صَدَقْتَ يا محمـــود، عليك به فاقتُلْه على ألا تزيد عن ثلاث ضربات!!، فتقدَّم محمـــود حتى دنا من ابن جنكيز خان فهزَّ سيْفه هزَّتين في الهواء، ثم ضرب به عُنُقَ الأسير ضرْبَةً أطارت رأسه، فكبَّر الحاضرون فَرحين مُعْجَبين بِقُوَّةِ الأمير الصغير، والْتفَتَ إلى خاله: "لم أزدْ على ضَرْبَةٍ، فقام خاله وعانقه قائلًا: بارك الله فيك يا بطل".