الرباط - المغرب اليوم
تفاعلت قضية وحدة المغرب الترابية تفاعلا أخذ منحى تصعيديا، حيث عبّر الموقفان الرسمي والشعبي في المملكة عن تناغم، وتقوية للإجماع الداخلي المعهود والمنتظر، فمنذ أربعين عاما، والإيالة الشريفة تناضل من أجل استكمال الاستقلال، بل حتى قبل ذلك,ومنذ هزيمة المغرب المخزني في كل من "إيسلي" و"تطوان"، 1844 و1860 على التوالي أمام القوتين الاستعماريتين فرنسا وإسبانيا، وفرض معاهدات قاسية على بلادنا، توسعت القوة الاستعمارية بموجبها في أراضينا التي كان يمتد لواؤها من البحر المتوسط شمالا إلى نهر السنغال جنوبا مرورا بتمبوكتو، وموريتانيا دون أن نغفل أن الدعاء كان يُرفَـع لأمير المؤمنين في أحشاء نيجيريا وإلى اليوم على الرغم من الخصومة السياسية والعداء الذي يظهره قادة هذا البلد تجاه بلادنا,ومعنى هذا أن بلاد المغرب الأقصى بلد استمرارية تاريخية، وأنها قوة حضارية تاريخية راسخة، لكنها تعاني من معوقات ذاتية أكثر من العوائق الخارجية التي كانت دائما سببا في لـمِّ الشمل الوطني، وإعطاء حوافز قوية ومبررات للتصدي لأي غزو خارجي، لكن الخطر الداخلي عليها كان دائما الأقوى والأشدَّ فتكا بإنجازاتها الحضارية التي كانت تنجزها.