الرباط-المغرب اليوم
استبعد خبير مغربي في الشأن العسكري، قبول المملكة استقبال قاعدة أميركية جوية متنقلة لطائرات بدون طيار، يتم إحداثها في منطقة الصحراء، من أجل مراقبة أنشطة وتحركات مقاتلي "داعش"، والذين ينتشرون في الأراضي الليبية.
وأكد الخبير، وهو عضو ناشط في منتدى القوات المسلحة الملكية، أن المغرب ليس معنيًا بالطلب الأميركي، المتمثل في استقبال قاعدة جوية متنقلة تخصص لطائرات بدون طيار، بخلاف بلدان أخرى في شمالي أفريقيا، باعتبار بعد المسافة الجغرافية بين التراب المغربي وليبيا.
وأوضح أن تراب الصحراء يعتبر منطقة نزاع إقليمي، وبالتالي فالأميركيون يدركون أنه لا يمكنهم إقامة قاعدة جوية لهم بالصحراء، حتى لو كان الهدف محاربة المد "الإرهابي"، عن طريق مراقبة تحركات مقاتلي تنظيم أبي بكر البغدادي على الأراضي الليبية، والتي تهدد أمن دول المنطقة.
وبين أن المغرب يرفض أي تواجد عسكري من هذا النوع، لأنه قد يزيد من التهديد الأمني على أراضيه، كما رفض سابقًا احتضان مقر قيادة "أفريكوم"، مبرزًا أن المغرب رغم ذلك يبقى رهن إشارة الحلفاء للقيام بهذه العمليات إذا وفرت له الولايات المتحدة العتاد اللازم لذلك.
وتحدثت مصادر إعلامية أميركية عن توجه واشنطن لإقناع بعض دول شمالي أفريقيا، ومن بينها المغرب، بقبول إنشاء قاعدة جوية متنقلة لطائرات بلا طيار، من أجل مراقبة مقاتلي "داعش" في ليبيا، كاشفة أنه إلى حدود الآن لم توافق أية دولة من شمالي أفريقيا بمنح الترخيص لإحداث هذه القاعدة.
وأوردت أن حكومات بلدان شمالي أفريقيا تخوض حربا بلا هوادة ضد مقاتلي تنظيم "داعش"، ولكنها مقابل ذلك تتحفظ بشأن استقبال قاعدة جوية أميركية لإطلاق طائرات مقاتلة دون طيار تعمل على مراقبة ما يحدث على الأراضي الليبية، والتدخل إذا دعت الضرورة لذلك.
وتوقعت المصادر أن تكون البلدان التي تجاور ليبيا معنية بالاقتراح الأميركي، لاسيما تونس والجزائر، لكن حظوظ قبول الجزائر باحتضان قاعدة أميركية تظل قليلة بسبب مشاكلها الداخلية، فيما المغرب ورغم علاقاته الوطيدة بواشنطن، لكن بعد المسافة عن ليبيا يحد من فعالية القاعدة.