الرباط - المغرب اليوم
أكدت النائبة الأوروبية، رشيدة ذاتي أنه في الوقت الذي تعاني فيه أوروبا من أزمات سياسية، حيث تتحدى الشعوب يوميًا قادتها بمنح السلطة للشعبويين، يستمر المغرب على الجانب الآخر من حوض المتوسط في قيادة القارة الأفريقية برمتها نحو تطور تاريخي.
وأضافت رشيدة ذاتي وزيرة العدل الفرنسية السابقة في عمود نشر، الخميس، على موقع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أن المغرب الذي طالما شكل صلة وصل بين أفريقيا وأوروبا، يعتبر رائدًا لا مناص منه في هذه القارة، مذكرة بأن الجولة الأفريقية الأخيرة الملك محمد السادس، وضعت أسس اندماج اقتصادي جديد في أفريقيا.
وأضافت أنه خلال بضعة أشهر تم التوقيع على أزيد من مائة اتفاقية ثنائية بين المغرب وشركائه الأفارقة، مبرزة أن المملكة لم تعد فقط فاعلًا أساسيا في شمال إفريقيا، بل محركًا لمشاريع ثورية في أفريقيا جنوب الصحراء، من إثيوبيا إلى مدغشقر مرورًا بالسنغال ورواندا، وأكدت أن المغرب يعمل من خلال دينامية النمو التي يعرفها، على إبرام اتفاقيات مع شركائه الأفارقة مربحة للجانبين، مشيرة إلى أن التعاون جنوب – جنوب الذي يوليه الملك محمد السادس أهمية قصوى، يتجسد أيضًا من خلال اتفاقيات تستفيد منها أولًا القارة وسكانها.
وتطرقت في هذا الصدد إلى مشروع أنبوب الغاز الأكبر من نوعه في أفريقيا الغربية، الذي يربط نيجيريا بالمغرب مرورًا بعدد من البلدان ناسجًا بذلك خيط الاندماج الذي يعود بالنفع على المنطقة، كما تناولت في السياق ذاته الاتفاق المغربي – الأثيوبي لإنشاء مصنع للأسمدة، سيمكن أثيوبيا من تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال إلى غاية 2025، فضلًا عن التعاون الأمني والمالي بين رواندا والمملكة، والذي يشكل قاطرة لنمو القارة.
وتابعت رشيدة ذاتي أن الاندماج الاقتصادي الذي يطمح إليه الملك محمد السادس، يعد أيضًا بالمساهمة في نمو الاقتصادي العالمي، علمًا أن أفريقيا تشكل منذ عدة أعوام بالنسبة إلى الاقتصاد العالمي خلال القرن الحادي والعشرين، خزانًا رئيسيًا للنمو.