الرباط - المغرب اليوم
صور مؤسفة للغاية تلك التي تناقلتها مجموعة من الصفحات الفايسبوكية والتي يظهر فيها مئات المواطنين وهم يتسابقون على شراء كميات كبيرة من المواد الغذائية من داخل الأسواق الكبرى، وذلك بغية تخزينها خوفا من تفشي وباء كورونا.
الصور، التي لا تشرف في الحقيقة مجتمعنا المغربي الذي يتفاخر دائما بقيمه التضامنية، كشفت بالملموس الحس الأناني لدى فئة كبيرة من المواطنين، والذين فكروا فقط في مصالحهم الشخصية وقاموا بشراء أكبر كمية ممكنة من المواد الغذائية ومنتجات التنظيف والتطهير، دون أن يفكروا في اللذين لا يملكون فائضا من المال للتسوق مجددا وينتظرون نهاية الأسبوع أو الشهر ليحصلوا على راتبهم الذي يحاولون أن يقسموه على الأيام القادمة.
صور تضرب بعرض الحائط كل القيم النبيلة التي جاء بها الإسلام، وكل التقاليد المغربية المميزة التي تربينا عليها والتي تحث على التقاسم والإحساس بالآخر، إذ أصبح واضحا أن المغربي يتحول إلى وحش مفترس يفكر في نفسه فقط بمجرد حدوث أي مستجد.
فالقاعدة الاقتصادية البسيطة تقول أنه كلما زاد الطلب ارتفعت الأسعار، وهذا ما حصل بالفعل وبشهادة الحكومة، فإن كان البعض قادرا على شراء المواد الغذائية والمستلزمات الضرورية بأثمنة مضاعفة مرتين أو أكثر، فإن هناك فئات بالكاد تدبر قوت يومها، فكيف سيكون مصير هؤلاء في قادم الأيام؟ فما كان ليصيبهم جراء فيروس كورونا سيكون أهون بكثير عليهم من رؤية أبنائهم جوعى.
نتمنى أن نستيقظ يوما ما لنجد المغاربة يتضامنون بالفعل فيما بينهم في أوقات الأزمات وليس على صفحات الفايسبوك فقط، ويرجحون كفة العقل عند الشدائد، بعيدا عن تغليب مصالحهم الشخصية الآنية، عند ذلك سنكون بالفعل مجتمعا مغربيا مسلما متحضرا.
قد يهمك أيضَا :