الرباط - المغرب اليوم
تداول مجموعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيديوهات مثيرة لشخص يدعى ''و. ع''، قيل إنه أستاذ لمادة الفرنسية، يعيش بين أزقة وشوارع مدينة ورزازات في ظروف اجتماعية جد مزرية.
وحسب متداولي هذه الأشرطة المصورة، فإن الشخص الذي يظهر بها ينحدر من مدينة الدار البيضاء، و يعيش حالة التيه والتشرد في أحد أزقة مدينة ورزازات، بعدما قذفت به ظروف الحياة إلى معانقة الشارع وافتراش الأرصفة في ظروف جد مأسوية.
وأضاف ملتقطو هذه الفيديوهات، أن المعني بالأمر كان أستاذًا لمادة الفرنسية بالثانوية التأهيلية ''سيدي عمرو'' في تازارين التابعة إلى إقليم زاكورة، ودَرَّسَ أجيالًا عديدة هناك، حيث قضى "20" سنة من العمل كمدرس للفرنسية، غير أن ظروفه الصحية عجلت بمغادرته لمهنة التدريس إثر إصابته بمرض عضال.
وصرح الأستاذ المتشرد، إنه أمام تدهور حالته الصحية وعجزه عن مواصلة عمله، تم فصله عن العمل من طرف وزارة التربية الوطنية دون تمتعه بكافة حقوقه التي يكفلها له القانون، ودون مراعاة لظروفه الصحية وعجزه، والمدة التي قضاها في مهنة التدريس، ليواجه مصيرًا مجهولًا، ويجد نفسه يفترش الأرض ويلتحف السماء في شوارع مدينة ورزازات.
وأضاف أنه بعد قيام الوزارة بالتخلي عنه وفصله، بسبب تدهور حالته الصحية وتأزم أوضاعه الاجتماعيةأ طرق أكثر من مرة أبواب عدة نقابات ومؤسسات للدولةأ لكنه في كل مناسبة يصطدم بالأبواب الموصدة، ولا أحد يعيره أي اهتمام أو يستجيب إلى طلباته ونداءاته المتكررة، ليظل وحيدًا يقاسي حرارة الصيف وبرودة الشتاء في انتظار أيادي الرحمة التي قد تنتشله من بين مخالب التشرد.
وتعاطف مجموعة من تلاميذه القدامى مع قصته المأسوية، وقاموا بزيارته بعد انتشار مقاطع فيديو يحكي فيها عن ظروفه الصعبة، حيث شكل عدد منهم لجنة خاصة لجمع تبرعات مالية له، وأطلقوا نداءات للمسؤولين عن قطاع التعليم في المغرب لرد الاعتبار لهذا الرجل الذي أفنى حياته في تعليم أجيال متعاقبة منذ ثمانينيات القرن الماضي في منطقة ''تزارين'' في إقليم زاكورة، كما طالبوا من الجهات الوصية التدخل العاجل لإنصاف هذا الأستاذ الذي يحتاج إلى الرعاية والاهتمام، نظرًا لوضعيته الصحية والاجتماعية الصعبة، مستنكرين في نفس الوقت ما تعرض له من ظلم وحيف وحرمان من حقوقه كافة، التي يضمنها له الدستور المغربي، والتي ستخفف عنه نوعا ما هذه الآلام والمعاناة التي يرزخ تحت وطأتها.