الرباط _ المغرب اليوم
شهدت العديد من واحات الجنوب الشرقي للممملكة، خلال الأيام الماضية، حرائق تسببت في إتلاف مساحات كبيرة من النخيل وأشجار أخرى، بالرغم من التدخلات الكثيفة التي قامت بها مختلف السلطات العمومية لإخمادها عبر استعمال وسائل لوجيستيكية متطورة، خاصة في واحة أوفوس بضواحي الرشيدية. وتسببت الحرائق، التي سجلتها أقاليم عديدة بالجنوب الشرقي، خاصة أقاليم زاكورة والرشيدية وتنغير، في أضرار مادية للمواطنين، لا سيما بالنسبة إلى الفلاحين؛ فيما لم تسجل أي خسائر في الأرواح البشرية. وتنتظر الفئة المتضررة تدخل الدولة، عبر وزارة الفلاحة، لتعويضها على هذه
الخسائر الفادحة. وأكد العديد من المسؤولين والمهتمين بالمجال البيئي أن التغيرات المناخية كانت السبب الرئيسي في اشتعال النيران بهذه الواحات سواء في المغرب ودول الجوار، مشيرين إلى أن الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة ساهما في حدة الحرائق المسجلة خلال الأيام الأخيرة. وفي هذا الإطار، قال مسؤول بجهاز الوقاية المدنية بالقيادة الجهوية بمدينة الرشيدية، غير راغب في الكشف عن هويته للعموم، إن التحريات التي أجرتها الأجهزة المختصة بخصوص الحرائق المسجلة مؤخرا بمختلف أقاليم الجهة ليست بفعل فاعل؛ بل بسبب التغيرات المناخية، من قبيل الجفاف وارتفاع درجات
الحرارة. وأوضح المسؤول ذاته، أن السلطات المختصة سجلت اليوم أيضا حرائق بإحدى الواحات القريبة من سد الرشيدية، مشيرا إلى أن المجهودات المبذولة مكنت من إخماد النيران التي استعرت في الصباح. وأفاد بأنه بالإضافة إلى التغيرات المناخية والجفاف وارتفاع درجات الحرارة فإن الفلاح يتحمل قسطا من المسؤولية، خاصة أنه لا يقوم بتنظيف الواحة من مخلفات الأشجار اليابسة. وأضاف المسؤول أن ترك مخلفات الأشجار اليابسة مجتمعة بالواحات يساهم في نشوب الحرائق واتساع رقعة الحرائق بسرعة البرق، ملتمسا من جميع الفلاحين القيام بشكل دوري ومستمر بتنظيف
الحقول الفلاحية من كل الأعشاب والأغصان اليابسة التي يمكن أن تكون سببا في احتراق مساحات كبيرة من الواحة. في المقابل، أكد عمر زرور، فاعل مدني ومهتم بالمجال البيئي بإقليم الرشيدية، أن الحرائق التي سجلت في جهة درعة تافيلالت دمرت مساحات كبيرة من النخيل ومختلف الأشجار والمزروعات، مضيفا أن الاحتكاك بين بعض الأجسام الطبيعية وارتفاع درجات الحرارة قد يكون السبب الرئيسي في هذه الحرائق، نافيا أن تكون بسبب العامل البشري. وزاد زرور، أن هذه الظاهرة تسائل المجلس الجهوي والحكومة عن عدم توفير طائرات خاصة لإطفاء الحرائق بالجهة، من أجل تسهيل
إطفائها قبل أن تنتشر في مساحات كبيرة ويصعب إطفاؤها في الوقت المناسب، ملتمسا أيضا من المسؤولين بالأقاليم المكونة لجهة درعة تافيلالت خاصة التي توجد بها السدود العمل على إطلاقها بشكل دوري في فترة الصيف، لتخفيف حدة الحرائق المحتملة.في المقابل، أكد مسؤول بالإدارة الترابية بولاية جهة درعة تافيلالت أن الحرائق المسجلة خلال الأيام الأخيرة بالجهة كانت محور لقاءات عديدة بين الوالي ومختلف الإدارات العمومية؛ وعلى رأسها وزارة الفلاحة والمياه والغابات، مشيرا إلى أن السلطات المعنية ستعقد اجتماعات لوضع إستراتيجية وخطة عمل لتفادي تكرار هذه الحرائق في السنوات المقبلة، وفق تعبيره.
قد يهمك ايضا
مطالب باتخاذ إجراءات سريعة لحماية واحات المغرب من الحرائق
الحيوانات فى مرمي نيران الحرائق وهذا ما يفعله الصندوق العالمي للطبيعة