الدار البيضاء ـ المغرب اليوم
اهتز حي بوركون في الدار البيضاء، على وقع حادثة إضرام بائع خضراوات النار في جسده قرب مسجد بدر، في محاولة للانتحار، أثناء قيام أعوان السلطة بدورية لمطاردة الباعة المتجولين المحتلين للشارع الرئيسي. وحسب مصادر فإن سبب إحراق البائع جسده، يعود إلى الاحتجاج على حجز أعوان سلطة ميزانه الذي يستخدمه في بيع الخضراوات. وكشفت المصادر أن الشرطة القضائية التابعة لمنطقة أمن أنفا في الدار البيضاء، باشرت تحرياتها لكشف ملابسات القضية، إذ حلت بمسرح الحادث للاستماع إلى رجل الشرطة الذي حجز الميزان، قبل أن تنتقل إلى مستشفى ابن رشد، للاستماع إلى البائع، إلا أن وجوده في العناية المركزة، بعد إصابته بجروح من الدرجة الثالثة، جعلت المصالح الأمنية تنتظر استقرار حالته الصحية لاستكمال التحقيق.
وتعود تفاصيل الواقعة، حينما كان الشاب يباشر تجارته في الخضراوات في حي بوركون في الدار البيضاء، قبل أن ينشب بينه وبين رجالبالمنطقة، نزاع إثر مطاردة الباعة المتجولين الذين يحتلون الملك العمومي. ونظرا لأن الشاب اعتاد على ممارسة تجارته في بيع الخضر ببوركون، فوجئ لمحاولة طرده، وهو ما جعله يقرر عدم الخضوع لأعوان السلطة، متشبثا بأحقيته في التجارة التي تشكل مورده رزقه الوحيد.
واستمرت المناوشات بين الأعوان والباعة المتجولين إلى السادسة من مساء أول أمس (الثلاثاء)، وبعد نقاش حاد بين الطرفين، لجأ أعوان السلطة التابعون لمنطقة بوركون، إلى حجز الوسائل التي يستعملها الباعة المتجولون الذين لا يمتثلون لقرارات الانسحاب من الشارع، وهو القرار نفسه الذي شمل الضحية الذي تم حجز ميزانه. ونتيجة لقيام رجال الشرطة بحجز ميزانه، وتشبثهم بعدم التراجع عن القرار، ثارت ثائرة الشاب معتبرا أنه ضحية "الحكرة" والشطط في استعمال السلطة، إذ ظل يستعطفهم وفي أحيانا أخرى يصرخ في وجههم، قبل أن يلجأ إلى تنفيذ فكرة صب مادة حارقة على جسده وإشعال النار فيه، أمام أعين زملائه الباعة والمارة والمتجمهرين.
ورغم تطوع عدة أشخاص لإنقاذ البائع و إخماد الحريق في الوقت المناسب، إلا أن النار سيطرت على جسده وجعلته صاب بحروق من الدرجة الثالثة، قبل أن يتم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى الجامعي ابن رشد لتلقي العلاج الضروري، إذ تم إدخاله إلى العناية المركزة التي يوجد فيها في حالة سيئة. واستنفر الحادث الذي كسر هدوء منطقة بوركون الراقية، المصالح الأمنية التي حلت بمسرح الحادث للقيام بتحرياتها الميدانية واستجماع ما يفيد في إجراءات التحقيق، وانتقلت بعد ذلك إلى مستشفى ابن رشد للاستماع إلى البائع الذي وجدته في العناية المركزة، في انتظار استقرار حالته الصحية لكشف ملابسات الحادث وتفاصيله.