وجدة- كمال لمريني
وذكرت الجمعية، أن الهالك تُوفي وهو مقيد اليدين تحت مراقبة الشرطة وفي ظروف وصفتها بـ"الغامضة". وأضافت، أن المتوفي تم اعتقاله في المعبر الحدودي لبني أنصار من قبل شرطة بني أنصار وهو يحمل بعض السلع المهربة من مليلية المحتلة، قبل أن تقرر متابعته دون إخبار عائلته التي ظلت تبحث عنه لمدة يومين قبل أن تكتشف أنه معتقل. وأكدت الجمعية في بيان حصل "المغرب اليوم" على نسخة منه، أنه أثناء عرض المعني بالأمر في حالة اعتقال على أنظار النيابة العامة في الناظور، تعرض المعتقل للإغماء والتقيؤ الشديد- حسب شهادة العائلة- علمًا أنه يعاني من مرض السكري، مما استدعى نقله يوم 24 نيسان/إبريل 2016 إلى المستشفى الحسني لتلقي العلاج.
وكشفت الجمعية، أنه بعد نقله إلى المستشفى ظلت عائلة الفقيد ولعدة أيام ممنوعة من زيارته للاطلاع على حالته وعلى طبيعة الإسعافات المقدمة له، مما اضطرها إلى تقديم شكاية في الموضوع للنائب العام، مشيرة إلى انه عند التمكن من زيارته، وجدت العائلة الفقيد في حالة صعبة، مقيد اليدين، ليتم الإعلان عن وفاته بعد 20 يومًا من دخوله المستشفى.
واعتبرت الجمعية أن الوفاة غامضة للهالك، حدثت وهو تحت مسؤولية الضابطة القضائية والنيابة العامة التي تتحمل مسؤولية الحفاظ على حياة المواطنين وسلامتهم البدنية أثناء مرحلة الحراسة النظرية، بما في ذلك تمكينهم من الأدوية والعلاج الضروري لحياتهم. وكشفت الجمعية أن حادث الوفاة، يطرح أكثر من تساؤل حول طبيعة تعامل شرطة بني أنصار والناظور، أثناء مرحلة الاعتقال الاحتياطي، واستنطاق هذا المعتقل المريض، الذي تستلزم حالته الصحية أدوية وعلاجات يومية نتيجة مرضه بالسكري، وعن المسؤولية التقصيرية للضابطة القضائية التي لم تكلف نفسها نقل المعتقل إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية واليومية لمرض السكري، علمًا أنه كان يخضع لمتابعة طبية تستلزم حقنه بالأنسولين يوميًا.
واستغربت الجمعية من إبقاء الفقيد مقيدًا وهو في حالة صحية صعبة، ومنع عائلته من زيارته في المستشفى للإطلاع على صحته وتقديم ما يحتاجه من أدوية وعلاج. ودعت الجمعية السيدين وزيري العدل والصحة والسيد الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف في الناظور والمدير العام للأمن الوطني، كل في مجال اختصاصه، بفتح تحقيق نزيه في ظروف اعتقال ووفاة هذا المواطن وهو تحت المراقبة القضائية والصحية وفي إمكانية تعرضه لإهمال طبي أثناء مرحلة الاعتقال الاحتياطي أو أثناء تواجده في المستشفى الحسني في الناظور.