الرباط - المغرب اليوم
بادرت وزارة الداخلية المغربية، مبكرا، بالبحث عن "بروفايلات" لجيل جديد من الولاة والعمال، من أجل إحداث التوازن بين التدبير الإداري والاجتماعي والتنموي، بدل الاستمرار في الاعتماد على وجوه معروفة أظهرت فشلا ذريعا في مسارها المهني، وما زال صناع القرار يحتفظون بها.
ويرتفع منسوب الوزارة الوصية في البحث عن كفاءات جديدة، لتعزيز وجودها القوي والفعال في الجهات والأقاليم، مباشرة بعد الخطاب الملكي الإثنين، لمناسبة عيد العرش، قبل حلول موعد “الزلزال” الذي سيعصف بالوزراء منعدمي الكفاءة، إذ يرتقب أن يفاجئ من يصنعون خريطة التعيينات الجميع، بتسمية ولاة وعمال جدد، من خارج أسوار الوزارة، خلال حركة التعيينات والتنقيلات المرتقبة، قبل حدوث التعديل الحكومي.
وخلصت تقارير وأبحاث “سرية” إلى أن مردودية بعض كبار رجال السلطة، لم تكن في مستوى الإيقاع والسرعة التي تشتغل وفقها الدولة، وأن البعض منهم فشل في مهامه، ولم يكن في مستوى المهمة التي أنيطت به، ورفع الراية البيضاء في تحريك عجلة التنمية في الولاية أو الإقليم الذي يقوده، بل تحول في أحايين كثيرة إلى معرقل لها.
وأصبح بعض الولاة والعمال عالة على الجهات والأقاليم التي عينوا فيها، إذ فشلوا في إطلاق سراح التنمية، وتأهيل المدن، ومحاربة الفساد، غير مهتمين بتعليمات الإدارة المركزية للوزارة، التي جاءت صريحة وواضحة على لسان الوزير عبدالوافي لفتيت، أثناء حفل تنصيب بعض الولاة والعمال.
ودعا لفتيت في أكثر من مناسبة، الولاة والعمال، إلى وضع نصب أعينهم التعليمات الملكية، التي حددت مجموعة من مستويات الإصلاح للنهوض بالخدمة العمومية، أهمها التزام موظفي الإدارة بمعايير الجودة والشفافية والمسؤولية والمحاسبة، وتغيير العقليات، وإجراء قطيعة مع بعض السلوكات والممارسات المشينة، التي تسيء للإدارة وللموظفين على حد سواء، وإعداد أجيال جديدة من القيادات الإدارية عبر استقطاب الكفاءات ذات التكوين العالي، وضرورة التحلي بروح المسؤولية العالية، ومؤهلات التواصل الفعال والتخطيط الإستراتيجي، والقدرة على تدبير المشاريع.
ولم يتجاوب بعض الولاة، والكثير من العمال، مع تعليمات وإرشادات لفتيت، وهو ما جعل مهندسي القرارات بالإدارة المركزية الذين يشتغلون في صمت، بعيدا عن حب الظهور، يغيرون من خطة اختيار الولاة والعمال قبل تسميتهم، ويشرعون في فتح ملف اختيار “البروفايلات” مبكرا.
وينتظر أن تفاجئ الوزارة الوصية الجميع، خلال موعد التعيينات المقبلة، بترشيح أسماء لم تكن تخطر على البال، مسلحة بالكفاءة، وذات مستوى تكوين عال، والتشطيب على الذين أساؤوا إلى المهنة، التي يتعامل معها بعض الولاة والعمال باحترافية واحترام، ويجتهدون ليل نهار، من أجل أن يكونوا في مستواها.
وأساءت تصرفات بعض العمال، إلى صورة وزارة الداخلية، خصوصا الذين تجمعهم علاقات مع بعض “كبار المنتخبين”، الذين يأكلون المال العام بالباطل، من خلال تفويت صفقات إلى شركات ومقاولات صديقة ومحظوظة، كما أن بعض العمال الذين يقتربون من التقاعد، يسابقون الزمن من أجل الخروج في وضعية مريحة، تحسبا لـ “دواير الزمن”.
وباتت الداخلية بعد الخطاب الملكي الذي وصف بـ“التاريخي”، مطالبة هي الأخرى بالبحث عن ولاة وعمال جدد، لتنزيل التوجه الجديد للنموذج التنموي، وإيجاد حلول عملية وقابلة للتطبيق للمشاكل الحقيقية والملحة للمواطنين، وتحقيق تنمية متوازنة ومنصفة يستفيد منها الجميع، وتحفيز الاستثمار وإحداث فرص الشغل.
وقد يهمك أيضاً :
"الداخلية" المغربية تستعد لإطلاق حركة تعيينات وتنقُّلات جديدة تستند إلى المقابلات الشفوية
"الداخلية" المغربية تعترف بـ"الطلاق المبرم" أمام مُوثّق خارج المملكة