الجزائر – ربيعة خريس
يشهد البرلمان الجزائري، بعد أيام من تنصيبه، صراعًا بين الأحزاب الإسلامية المعارضة التي قررت المشاركة في "المناصب السامية"، بعد أن غابت عنها خلال الولاية التشريعية الماضية، وحزب الرئيس الجزائري "جبهة التحرير الوطني"، على هذه المناصب المتمثلة في نواب رئيس البرلمان الجزائري، ورؤساء اللجان الدائمة ومقرريها.
واتهم النائب عن "الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء"، لخضر بن خلاف، في تصريحات إلى "العرب اليوم"، نواب حزب "جبهة التحرير الوطني" الحاكم بمحاولة الاستحواذ على حصة المعارضة البرلمانية في مكتب رئيس البرلمان الجزائري، واللجان البرلمانية، قائلاً إنهم قرروا المشاركة في هياكل البرلمان لترقية دورهم الرقابي داخل المجلس الشعبي الوطني. ودعا نواب الحزب الحاكم إلى احترام الدستور الجزائري، لأن النتائج التي حققها الاتحاد الإسلامي تخول له المشاركة في المناصب السامية. وقال رئيس الكتلة البرلمانية لتحالف "حركة مجتمع السلم"، ناصر حمدادوش، في تصريحات إلى "المغرب اليوم"، إن الحزب الحاكم غير قادر على الاستحواذ على هياكل البرلمان الجزائري، لأنها ستُوزع وفق التمثيل النسبي الذي ينص عليه النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني، وسيكون للأحزاب الإسلامية نصيب فيها.
ومن المرتقب أن يعقد رئيس البرلمان الجزائري، سعيد بوحجة، الثلاثاء، أول اجتماعاته مع ممثلي المجموعات البرلمانية لضبط حيثيات التمثيل الحزبي داخل هياكل المجلس، قبيل عرض مخطط عمل الحكومة الذي سيقدم إلى البرلمان بعد أسبوعين. ويتطلب هذا الأمر جاهزية مكتب "الغرفة السفلى" واللجان البرلمانية.
وكشف رئيس البرلمان الجزائري، سعيد بوحجة، مساء الإثنين، خلال حفلة تكريمية نظمها أعضاء الحزب الحاكم في محافظة قسنطينة، شرق البلاد، أنه سيحتكم لما ينص عليه النظام الداخلي للبرلمان، وستوزع هياكل البرلمان، وهي نواب رئيس المجلس، ورؤساء اللجان ونوابهم، على أحزاب الموالاة وفقًا لعدد المقاعد التي يملكها كل منها، ويحق لتكتل "حركة مجتمع السلم" المشاركة بما أنه حصل على 34 مقعدًا، لكنه لم يشر في تصريحاته إلى حصة الاتحاد الإسلامي، الذي يضم ثلاثة أحزاب إسلامية هي "حركة النهضة" و"جبهة العدالة والتنمية" و"حركة البناء الوطني".
ونفى الرجل الثالث في الدولة الجزائرية تعرضه لضغوط من حزبه "جبهة التحرير الوطني"، أو من أي حزب آخر في مسألة توزيع لجان ومناصب هيئة المجلس. وخاطب الصحافيين قائلاً: "البرلمان الجزائري ليس مسرحًا لتقاسم الغنائم".