الدار البيضاء - جميلة عمر
دهست سيارة خفيفة تلميذة كانت في طريقها إلى إحدى المؤسسات التعليمية في حي ليراك وسط مدينة أكادي، الاثنين، وأردتها جثة هامدة في الحين، وذكرت مصادر متطابقة لليوم24 أن السيارة الخفيفة كانت تقودها سيدة كانت في الطريق الى عملته، قبل أن تفاجأ بالطفلة أمامها، الفتاة الضحية يتيمة الأبوين، وتبناها أحد المهاجرين المقيمين في المدينة، وقد لقيت حتفها في الحين متأثرة بقوة الإصابة.
وفور وقوع الحادث، هرعت السلطات الأمنية والمحلية لمكان الحادث وقامت بتحرير محضر، في ما تم نقل الضحية نحو مستودع الأموات بمستشفى الحسن الثاني في أكادير، وأضافت مصادرنا أن مدرسة النجاح، التي كانت تدرس بها الضحية، عاشت يوما حزينا بحيث خلفت وفاة الطفلة أسى عميقا في نفوس التلاميذ والأساتذة والطاقم الإدراي في المؤسسة.
للأسف بتنا كل ساعة نقرأ على صفحات الجرائد يوميا عن حادثة سير مروعة تحمل قتلى وجرحى ، وهذا بطيعة الحال يفسرعن التزايد المطرد، والذي ينبئ في بكارثة تطال جميع فئات المجتمع بدون استثناء، إنها حرب الطرقات تحصد الأرواح، وتخلف المعطوبين والمعوقين، وتكلف الملايير.
لقد كشف تقرير المنظمة العالمية للصحة لــ 2015 أن حوادث السير بالمغرب تكلف الدولة أكثر من 11،5 مليار درهم. وبهذا يأتي المغرب في مقدمة دول العالم ذات الطرق الأكثر خطورة. فرغم أن أسطول السيارات لا يتعدى 3 ملايين عربة، إلا أن حوادث السير لا زالت تخلف حوادث مميتة بشكل تصاعدي. فالطرق المغربية تقتل 14 مرة أكثر من نظيراتها بفرنسا، وحوالي 12 مرة أكثر مما تقتل الطرق بأمريكا.. وحمل نفس التقرير ،الدولة المغربية المسؤولية لاستمرار العجز التشريعي وغياب التدخل الإيجابي المعقلن. لذا يصنف المغرب في المرتبة الأولى عربيا في حوادث السير، التي تسفر عن خسائر بشرية ومادية جد كبيرة. ولم تنجح الحملات التحسيسية المتكررة والمملة في بعض الأحيان من أخطار الطريق، ولم يفلح إصدار مدونة السير الجديدة في الحد من هذه الآفة القاتلة.
وحسب مصدر مسؤول رفض ذكر اسمه، أن السبب الرئيسي هو بشري بالدرجة الأولى بشكل مباشر أو غير مباشر، منهم السائقين في المرتبة الأولى، ومنهم الساهرين على تسليم رخص السياقة في المرتبة الثانية، ومنهم أصحاب الفحص التقني في الرتبة الثالثة، ومنهم المراقبين من درك وأمن ومراقبي وزارة النقل والتجهيز في المرتبة الرابعة، ومنهم أصحاب الدراجات الهوائية والنارية والراجلين في المرتبة الخامسة.. وهؤلاء جميعا لهم اليد الطولى، إلى جانب مسئولية السائقين الأساسية في المقدمة في وقوع الحوادث وتفاقمها.
إضافة إلى عدم احترام حق الأسبقية والسرعة المفرطة، وتغيير الاتجاه غير المسموح به، وتغيير الاتجاه بدون إشارة، وكذا السير في يسار الطريق، والتجاوز المعيب، وعدم احترام الوقوف المفروض عند الإشارة الحمراء، بالإضافة إلى السير في الاتجاه الممنوع، وعدم احترام الوقوف المفروض بعلامة " قف" .