الرباط ــ المغرب اليوم
أدت تصريحات الأمين العام لحزب "الاستقلال"، حميد شباط، خلال لقائه التواصلي الأخير في مدينة فاس، إلى استهجان في أوساط عدد من القياديين في الحزب، وخصوصًا تصريحه الذي حاول فيه تبرير الخروج "الإرادي" لحزب "الاستقلال" من النسخة الأولى لحكومة عبد الإله بنكيران.
وانتقد أحد أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب "الاستقلال" تصريح شباط، الذي قال فيه: "لقد غرر بنا"، وتساءل: "لماذا يصر شباط على تحميل الاستقلاليين أخطاءه القاتلة التي أوصلت الحزب إلى ما هو عليه من وضع غير مسبوق؟"، كان على شباط أن يتكلم عن نفسه ويعترف بأنه غرر به، ويعترف بأنه كان يتلقى الأوامر من جهات الكل يعرفها، أما أن يعمم ويتهم أعضاء المجلس الوطني الذي صوتوا على قرار شباط بالخروج من الحكومة بأنهم كانوا ضحية جهة ما غررت بهم، فهذا لن يقبل به الاستقلاليون، ونحن لن نسكت عن هذا التصريح الذي سيفتح أبواب جهنم على شباط داخل الحزب"، وفق تعبير المصدر.وأضاف: "معلوم أن الكثير من الاستقلاليين يعرفون أن جهة معينة هي من سهلت انتخاب شباط أمينًا عامًا في 2012، لكي يصير أداة طيعة في يدها لضرب العدالة والتنمية والإطاحة بحكومة بنكيران، والتعليمات التي تلقاها لشباط وقتها هي أنه يجب أن يهزم بنكيران على مستوى الشعبية، باستعمال اللغة التي يفهمها الشعب، بما فيها الشتم والتحقير وأوصاف الداعشية والموساد وغيرها".
واستطرد القيادي العارف بخبايا حزب الاستقلال قائلاً: "هدد شباط بإحراق فاس ثانية في 2015، إذا لم تتم الاستجابة لرغبته في رئاسة جهة فاس مكناس، وقوض اتفاق الثامن من أكتوبر / تشرين الأول 2016، مع جهات معلومة حين لم يتم اختياره كرئيس لمجلس النواب، وهذا كله يعني أن شباط لم يمر إلى مرحلة نقد الدولة والأجهزة إلا حين تم التخلي عنه لانتهاء صلاحيته، ولم يكن يهمه مصلحة الحزب ولا الوطن ولا هم يحزنون"، على حد تعبيره.تم الإرسال في:11:59 صتم تحرير هذه الرسالةمن:marina maherوعلق قيادي في الحزب، فضل عدم ذكر اسمه لحساسية تصريحه، على تصريحات شباط، بأن الاستقلاليين لم يكونوا قاصرين لتغرر بهم جهة ما، لا يعلمها إلا شباط والمحيطون به، ولكنهم كانوا مغفلين حين أصبح شخص من حجم شباط أمينًا عامًا لحزب من حجم "الاستقلال".
وطرح القيادي سؤالاً على جميع الاستقلاليين قائلاً: "ألا يجب أن يحال شباط إلى لجنة التأديب للكشف عن الجهة التي غررت به وتآمر معها، ليس على خطة إسقاط حكومة بنكيران فقط، وإنما على تدمير حزب الاستقلال وضرب مرجعيته الفكرية بنهج شعبوي في التفكير وسياسي في الممارسة؟".
وأضاف: "رب ضارة نافعة، لأن شباط أعترف بعظمة لسانه أمام الرأي العام بأنه كان قاصرًا ومغررًا به، شباط سيكون شجاعًا إذا كشف لنا عن الجهة التي توجه الأحزاب السياسية عن بعد، والتي أوصلته هو نفسه إلى الأمانة العامة للحزب، على ظهر موجة حراك 20 فبراير / شباط، في غفلة من أبناء حزب الاستقلال، الذين غشيهم ضباب الكاريزما الشعبوية لشباط".