الجزائر – ربيعة خريس
سطّرت مصالح الأمن الجزائري بالتنسيق مع المجموعات الإقليمية لحرس السواحل، في عدد من المحافظات الساحلية، مخططًا خاصًا لإجهاض مخططات الهجرة غير الشرعية عبر " قوارب الموت "، خلال شهر رمضان المبارك الذي يتزامن هذا العام مع فصل الصيف، وهو عامل مشجع للراغبين في الوصول إلى الضفة الأخرى، من البحر الأبيض المتوسط، الذين يعتقدون أن الرقابة تقل بالتحديد خلال شهر الصيام.
وتظهر البيانات التي تصدرها وزارة الدفاع الوطني والمجموعات الإقليمية لحرس السواحل، أن محاولات الهجرة غير الشرعية باستخدام الزوارق المطاطية قد عادت للظهور بعد أن نشاط شبكات المشرفة عليها، ويقود حراس خفر السواحل، يوميًا، حرب لإحباط محاولات هجرة جماعية للعشرات وتم الأربعاء الماضي 6 رحلات سرية لقرابة 70 شخصًا، كانوا على متن قوارب خشبية الصنع، وساعات بعدها أحبط حراس خفر السواحل في محافظة مستغانم غرب الجزائر، محاولة ثانية للهجرة غير الشرعية، إثر اعتراض مسار قارب تقليدي الصنع كان على متنه 12 مهاجرًا غير شرعي بينهم أفارقة من جنسيات مختلفة، وتمكن حراس خفر السواحل من جانب آخر من إنقاذ عشرات المهاجرين غير الشرعيين، الذين كانوا في عرض البحر تائهين.
ومن بين الشواطئ التي تمثل نقطة انطلاق لرحلة " الموت "، في عرض البحر الشواطئ التقليدية المعروفة، في بعض المحافظات الساحلية المعروفة كشاطئ بوزجار والميناء الصغير وسيدي لخضر بمحافظتي مستغانم وعين تيموشنت غرب الجزائر، إضافة إلى شواطئ أخرى متواجدة على مستوى المحافظات الشرقية كعنابة والطارف.
ولم تعد مسألة مكافحة الهجرة غير الشرعية في الجزائر، من اختصاص حراس خفر السواحل فقط بل أصبحت مهمة تتقاسمها أجهزة الأمن الأربعة، كمصالح الدرك الجزائري التي عمدت مؤخرًا على تكثيف الرقابة على الطرقات المحاذية، للشواطئ المعروفة بالهجرة غير الشرعية.
وتمكنت الجزائر، خلال السنوات الأخيرة، من إحباط المئات من محاولات الهجرة نحو أوروبا، وكشفت منظمة حقوقية جزائرية، إن قوات حرس السواحل أحبطت خلال العام الجاري محاولة أكثر من ألف و200 شخص الهجرة، في قوارب نحو القارة الأوروبية، وتضمن تقرير للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، أن قوات حرس السواحل التابعة للقوات البحرية سجلت إحباط محاولات هجرة غير شرعية لألف و206 مهاجرين غير شرعيين، منذ 01 يناير/كانون ثان 2016، حتى 30 ديسمبر/كانون أول 2016، حاولوا الهجرة من الجزائر عبر السواحل إلى الضفة الأخرى من البحر المتوسط، وكان قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، قد أعلن منذ أيام أن القوات البحرية أحبطت منذ عام 2005، محاولة هجرة أكثر من 10 آلاف شخص، من بينهم 318 أجنبيًا نحو الشواطئ الأوروبية.