الرباط _المغرب اليوم
حاصر العديد من المستشارين البرلمانيين أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، الأسبوع الماضي، مباشرة بعد انتهائه من الجواب عن سؤالين طرحا عليه بخصوص المشاكل التي يلاقيها الحجاج المغاربة من طرف منظمي الحج الرسمي والوكالات.
وتبين لموظفي البرلمان وبعض الصحافيين الذين تابعوا جلسة الأسئلة الشفوية، أن سبب محاصرة الوزير التوفيق من قبل العديد من المستشارين البرلمانيين الأثرياء، ضمنهم من يملك معملا ومنعش عقاري يدير مشاريع عقارية كبرى، ورئيس غرفة مهنية، هو تمكين مقربين منهم، ضمنهم أفراد عائلاتهم من مقعد في الحج، ضمن لائحة المنعم عليهم التي يكون الحج فيها بالمجان.
وكشف مصدر مطلع من البرلمان ، أن الوزير أحمد التوفيق تعامل بدبلوماسية كبيرة مع كل طلبات البرلمانيين، بحيث نادى على عضو في ديوانه مكلف بالعلاقات مع البرلمان، وكلفه بتسجيل أسماء وأرقام "السادة المستشارين" الذين تسولوا مقاعد الحج لفائدة الأحباب والأصحاب وذوي القربى، مستغلين موقعهم في المؤسسة التشريعية للضغط على وزير يستحيي كثيرا، ولا يرفض في الغالب مثل هذه الطلبات، خصوصا التي تأتيه من داخل البرلمان.
ووزع البرلمان بمجلسيه المئات من تأشيرات الحج على البرلمانيين الذين وزعوها على المقربين منهم وزيجاتهم وإخوتهم. واعتبر كثيرون، ومنهم برلمانيون أن الأمر "ريع"، ويتم توظيفه لأغراض انتخابية، فيما يضطر المواطنون العاديون لإجراء القرعة، وانتظار سنوات حتى يتمكنوا من أداء مناسك الحج.