الرئيسية » عناوين الاخبار
علم المغرب

الرباط - المغرب اليوم

على نفس منوال التنشئة الأسرية التي تلقاها، يواصل حسن الهاني السير في الحياة رافضا الاتكالية ومرحبا بالاعتماد على النفس، لاجئا دوما إلى التجربة والخطأ قبل الاستقرار على ما يليق به في فضاء العيش الدنماركي الذي يخبره منذ الولادة، دون أن ينكر أن مصدر هذا المنهج يعود إلى أصوله المغربية وما تعكسه من سلوكيات ذوي الجذور في منطقة الريف.

وتدرج حسن الهاني بين وظائف كثيرة منذ سن مبكرة، واحترف العمل الصحافي في بضع تجارب لم تدم إلا سنين طويلة، ثم غير الوجهة لمراكمة درايات في مجال الرعاية الاجتماعية، وبعدها بصم على خطوة مميزة بإطلاق موقع إلكتروني يتيح له مصاحبة السياح المستعينين به في التعرف على كوبنهاغن.

الاعتماد على النفس

ينحدر حسن الهاني من أسرة ريفية تنتمي إلى منطقة تارجيست، في إقليم الحسيمة، وقد رأى النور في أحضانها سنة 1973 وسط العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، وفي كنفها تربى بالاعتماد على الإمكانيات المتواضعة المتاحة من اشتغال الأب في مصنع متخصص ضمن إنتاج مادة الإسمنت.

ويقول حسن: “فخور بنشأتي وسط إخوتي تحت رعاية الوالدين، كما لا أخجل من التصريح بأنني حرصت على العمل في سن مبكرة من أجل كسب بعض المال يساهم في توفير حاجياتي بعيدا عن الاتكال على أبي؛ وتواجدت صغيرا في اشتغالات كتوزيع الجرائد أو تقديم مساعدة في محل تجاري”.

ويعتبر الهاني أن التنشئة التي تلقاها كانت حبلى بالدروس التي مكنته من مميزات شخصية يحبذها، أبرزها يتمثل في الاعتماد على الذات دون أي اتكال على أي شخص، والوعي بأهمية البحث عن الرزق والحرص على التطور في أي فضاء يحتضنه، زيادة على احترام الجميع مهما لاحت مهنهم بسيطة في المجتمع.

الصحافة والبلدية

مال حسن الهاني إلى الاشتغال في الميدان الصحافي، واستهل التكوين الأكاديمي المفضي إلى ذلك سنة 2003 بـ”آرهوس”، التي تعد ثاني أكبر مدينة في مملكة الدنمارك، ثم مارس المهنة كصحافي مهني ابتداء من سنة 2006، قبل أن يقرر تغيير توجهه المهني نسبيا بالوصول إلى عام 2009.

ويذكر المتأصل من تارجيست أن عمله في الصحافة انطلق بصفة مراسل لجريدة دولية قبل الالتحاق بهيئة تحرير مجلة متخصصة في التكنولوجيا، متطرقا إلى المواضيع المرتبطة بالتطورات الرقمية والتقنية ذات الصلة، إلا أن الأزمة الاقتصادية التي ضربت أوروبا سنة 2008 دفعته إلى الشروع في البحث عن بدائل بعيدة عن “صاحبة الجلالة”.

خضع الهاني، في المرحلة الموالية، لتكوين سوسيولوجي يتيح له العمل مع بلدية كوبنهاغن في ميدان العناية الاجتماعية، متعاطيا مع وضعيات أناس يحتاجون الدعم والنصيحة بشأن السكن والجوار، مع ما يترتب عن ذلك من أزمات صحية نفسانية، وبعدها فكر في مشروع خاص به يعيده إلى الإعلام نوعا ما.

تنميط معاكس

يؤكد المزداد في كوبنهاغن أن الغالبية العظمى من المجتمع الدنماركي لا تمت للعنصرية بصلة، عكس الصورة النمطية التي ارتبطت بها أخيرا، مبررا ذلك بما عاشه في العاصمة وفي “آرهوس” أيضا، حيث وقف على معاملات راقية تمنح ذوي الأصول الأجنبية أكثر من فرصة ملائمة للتقدم في الحياة.

ويقول حسن: “أولئك الذين يحصلون على تشجيع المجتمع الدنماركي في الدراسة والعمل يبقون صامتين، بينما كل من تعرض لحادث عنصري نشاز يجاهر بما طاله ويلقى التضامن على نطاق واسع، والحقيقة أن من يقبل على فضاء عيش الدنماركيين لا يُنبذ ما دام قد بصم على هذه المبادرة”.

ويشدد الهاني على أن ذوي الأصول الأجنبية والثراء الثقافي، سواء كانوا وافدين على المجتمع الدنماركي أو مزدادين وسط أسر مستقرة في البلاد، مدعوون إلى التواصل مع الناس للحصول على أكبر من ثقة مشاركيهم فضاء العيش، وهذا مجهود إضافي عادي يطالب به الضيوف على كل مجتمع عبر العالم.

الرقمنة في السياحة

أطلق حسن الهاني موقعا إلكترونيا يهتم بالعروض السياحية المتوفرة في كوبنهاغن، يعد بمثابة دليل ميداني فعال للراغبين في التعرف على الأماكن التي يمكن أن يقصدها السياح في العاصمة الدنماركية، ويقدم خدمات مركزة على التنقل والمبيت والإطعام والترفيه.

ويضيف الواقف وراء تأسيس هذا المشروع الرقمي: “الفكرة ترتبط بمهاراتي الإعلامية وتطوير مستواي في التكنولوجيات الحديثة، من جهة، والرغبة في إنشاء عمل خاص بي، من ناحية أخرى، وقد حرصت على استعمال اللغة الإنجليزية في التواصل مع المتصفحين، ولا يمر يوم دون تلقي طلبات من أناس يزورون كوبنهاغن”.

ويعمل الهاني، ضمن تعاطيه مع موقعه الإلكتروني السياحي، على مرافقة الراغبين في التجول معه بشوارع عاصمة الدنمارك، مشجعا الثقافة المحلية التي تعطي الأولوية للتنقل على متن الدراجات الهوائية، وواضعا برامج يومية تحدد مسار التنقل بين فضاءات تلبي رغبات الزبائن؛ مستفيدا من الانتعاشة السياحية عقب تراجع المد الوبائي العالمي لفيروس “كورونا”.

الابتعاد عن الإحباط

يشدد المنتسب إلى “مغاربة اسكندنافيا” على كون الإنسان اجتماعيا بطبعه، سواء كان في وطنه الأم أو منتميا إلى صفوف المهاجرين، لذلك عليه أن يحرص على التواجد بين الناس، مؤثرا ومتأثرا، وأن يبتغي التعاون مع نفسه وغيره كي لا يضيع سنين الحياة بدون أدنى شكل من التطور.

ويزيد حسن: “لكل شخص هدف ما، سواء أدرك ذلك أم لا، لكن النجاح في الوصول إلى الأهداف يتطلب الوعي الدقيق بوجودها ثم الإقبال على تعلم كيفية السير نحو تحقيقها، ومن المفيد جدا أن يتم اعتبار كل عثرة نهاية محاولة، وعدم تهويل الإخفاقات الظرفية حتى لا تغدو مصدر إحباط على المدى البعيد”.

“قد يكون مفيدا للمهاجرين الشباب أن يعرفوا أن تجربتي، على طول المراحل التي اجتزتها شخصا ومهنيا قبل الوصول إلى القيام بما يعجبني ويرضي طموحاتي، قد احتاجت الكثير من الوقت في تقوية المهارات والوقوف على الممارسات الملائمة، وتستلزم أيضا المزيد من الثبات بحكم تعاملها مع أناس مختلفين عند مطلع شمس كل يوم”، يختم حسن الهاني.

قد يهمك ايضاً

وريثة عرش مملكة الدنمارك في زيارة للمغرب

الملك المغربي يرسل برقية تهنئة إلى عاهلة مملكة الدنمارك

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الحوثيون يعلنون شن عملية على "هدف حيوي" في إيلات…
تفتيش حقائب وفد لاريجاني في مطار بيروت
فلاديمير بوتين وشولتس يناقشان "الوضع المتدهور في الشرق الأوسط"
مباحثات مصرية روسية حول العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع…
وزير الدفاع الإيطالي يُعرب عن قلقه بشأن تطورات الأوضاع…

اخر الاخبار

الشعب المغربي يُخلد اليوم الذكرى التاسعة والستين لعيد الاستقلال…
فاطمة الزهراء المنصوري تضع اللمسات الأخيرة على مشروع إعداد…
وزير العدل المغربي يعقد أول اجتماع مع المحاميين لمناقشة…
إسبانيا تُشيد بالجهود الإغاثة المغربية لمناطق المتضررة من الفيضانات

فن وموسيقى

حاتم عمور يُؤكد أن ألبومه الجديد "غي فنان" عبارة…
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…

أخبار النجوم

شيرين عبد الوهاب تشعل حماس جمهورها في الكويت استعدادًا…
مروان خوري يحيي حفلا غنائيا في الكويت 12 ديسمبر
عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

رياضة

محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024
الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

صحة وتغذية

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…

الأخبار الأكثر قراءة

فلسطين ترحب بتصريحات الرئيس الفرنسي التي تدعو إلى وقف…
وزارة الخارجية السورية تُدين القصف الإسرائيلي لـ معبر حدودي…
وزارة الخارجية المصرية ترحب بدعم مجلس الامن لسكرتيرعام الأمم…
الولايات المتحدة تُجدد دعمها للحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء…
وزير الخارجية البريطاني يُكرر دعواته لوقف إطلاق النار الفوري…