الرباط - المغرب اليوم
رغم أجواء العطلة والاصطياف فإن المغاربة مشغولون هذه الأيام بعدد من القضايا السياسية، منها قضية كنزة أخشيشن (بنت أحمد أخشيشن، وهو وزير سابق وقيادي في حزب الأصالة والمعاصرة)، التي صدمت عمودًا كهربائيًا في العاصمة الرباط وهي تقود سيارة للدولة دون رخصة.
ووجهت النيابة العامة المغربية لكنزة، التي لم يلق القبض عليها تهمتي السياقة دون رخصة، وإلحاق خسائر مادية بملكية الدولة.
وتداول المغاربة الموضوع بشكل كبير في مواقع التواصل الاجتماعي؛ تعليقًا وانتقادًا وسخرية، وأطلق بعضهم وسومًا في الـ "فيسبوك" و "تويتر"، ومنها وسم "شكون باك" من أبوك للتنديد باستغلال أبناء المسؤولين في المغرب مناصبهم لارتكاب مخالفات قانونية.
وربطت الكثير من التعليقات بين مقاضاة كنزة أخشيشن وما جاء في خطاب ملك المغرب محمد السادس نهاية الشهر الماضي، الذي شدد فيه على ربط المسؤولية بالمحاسبة، ومتابعة كل من ارتكب مخالفات قانونية مهما كان منصبه وانتماؤه السياسي.
وذكرت مواقع إخبارية مغربية، أن أعضاء المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة سيجتمعون الأسبوع المقبل لمناقشة استغلال ابنة القيادي في الحزب لسيارة تابعة للدولة.
سوء تدبير
ووجهت المنظمة المغربية لحماية المال العام رسالة إلى والي جهة مراكش آسفي تقول فيها، إن ما فعلته كنزة أخشيشن هو سوء تدبير للمال العام، ودعت المنظمة في الرسالة، التي نشرتها على صفحتها عبر الـ "فيسبوك"، إلى فتح تحقيق إداري في القضية.
وتداولت مواقع إخبارية مغربية، أن السيارة التي صدمت بها ابنة أحمد أخشيشن عمود الكهرباء كانت في الرباط لأن أباها يسكن في فيلا في حي الرياض الراقي في العاصمة، في حين أنه رئيس لمجلس جهة مراكش آسفي التي تبعد عن العاصمة أكثر من ثلاثمئة كيلومتر.
واتخذ بعض رواد مواقع التواصل حادثة بنت المسؤول المغربي فرصة للتندر والسخرية المبطنة لظاهرة استغلال المنصب وممتلكات الدولة، إذ نشرت صفحة “مداويخ” في الـ "فيسبوك"، تدوينة قالت فيها "الحمد لله عمود الكهرباء المجرم أخذ جزاءه، فما الذي جعله يقف أمام سيارة الدولة ويفزع البنت الصغيرة التي لا تتوفر على رخصة سياقة، مسكينة وكانت تقوده بسرعة".
تعليق ساخر
ونشر الكثير من المغاربة عبر الـ "فيسبوك"، صورة مفبركة لعمود الكهرباء وهو داخل قاعة محكمة، وعلى الصورة التعليق الآتي، "العمود الذي اعتدى على بنت أخشيشن وأحدث خسائر في سيارة الدولة في قفص الاتهام".
ودعا أحد أبرز نشطاء الـ"فيسبوك" في المغرب، ويدعى عبد العزيز العبدي إلى اعتقال كنزة وإقالة ومحاسبة أبيها لأنه ما "اقترفاه بشع ولا أخلاقي، ومستهتر بوجودن، ويعطي الانطباع بأننا بالفعل في فيرمة بدائية ومتخلفة".
وقال العبدي في إحدى تدويناته “بعد أسبوع من الحادثة لم نسمع رأي أخشيشن في قضية ابنته، لم يعتذر لساكنة جهة مراكش آسفي التي انتخبته، لم يعتذر للمغاربة الذين صدموا من الواقعة لا شيء”.
وكتب أحد المغردين المغاربة على تويتر قائلا، “أمقت أن يطبق القانون في المغرب بسرعتين، ولكن لنتوقف عن ممارسة النفاق، كل واحد منا كان سيفعل المستحيل ليجنب ابنه السجن حتى ولو استغل مكانته من أجل ذلك”، ودعا المغرد القضاء المغربي إلى الحزم في تعاطيه مع هذه القضية.
واختار مغرد آخر يطلق على نفسه “حديدان” نشر فيديو يتحدث عن تفاصيل مقتل زوجة الرياضي والناشط المغربي الراحل محمد مجيد، بعدما دهسها ابن شخصية نافذة عمره 18 سنة كان يقود سيارة فارهة وصدم بها سيدة في الثمانينيات من عمرها، ثم هرب من مكان الحادثة قبل أن يعتقله الأمن.
وقال المغرد نفسه إن ما وقع مع بنت أخشيشن يشبه ما فعله الشاب الذي قتل أرملة الرياضي المعروف.
في المقابل، دافعت افتتاحية مجلة مغربية اسمها “تشالنغ”، وهي ناطقة باللغة الفرنسية، الأربعاء الماضي، عن أحمد أخشيشن وابنته، وجاء في الافتتاحية تحت عنوان “توظيف مخز” أنه “من المخزي أن يتم استهداف رجل سياسي مثل أحمد أخشيشن من قبل خصومه، ليس بسبب مواقفه السياسية أو طريقة تسيير مجلس الجهة (المحافظة) التي يترأسها، بل باستغلال حادثة مرور بسيطة ارتكبتها ابنته”.
وأضافت المجلة أن الحملة على أحمد أخشيشن في مواقع التواصل تكشف عن خطاب كراهية للرجل بأسماء مستعارة، في حين أن العدالة أخذت مسارها الطبيعي.
انقلاب حافلة مسافرين في إقليم الرشيدية بسبب الفيضانات
أدت التساقطات المطرية المهمة التي عرفها إقليم الرشيدية، الأحد، إلى انحراف حافلة لنقل المسافرين تربط بين الرباط وتنجداد وسقوطها في أحد الوديان.
ووقع الحادث في حدود الساعة الثامنة من مساء الأحد، حيث تسبب تهور سائق الحافلة وإصراره على عبور واد "إكلي"، الذي عرف منسوبه ارتفاعًا نتيجة الأمطار الغزيرة التي عرفتها المنطقة، في انحراف الحافلة وسقوطها في الوادي.
وأضاف أن الحادث لم يخلف أي ضحايا في الأرواح، حيث تمكن عدد من المسافرين على متن الحافلة من كسر نوافذها ليتمكنوا من الخروج، قبل أن يسارع عدد من المواطنين إلى إنقاذهم بواسطة حبال.