وجدة - كمال لمريني
في الوقت الذي يعيش فيه تجار وسكان حي السوق في مدينة زايو، على وقع الفوضى والتسيب بفعل الانتشار المهول للباعة المتجولين الذين اكتسحوا مختلف الشوارع الرئيسية واحتلوا الملك العمومي بشكل فاضح جدًا بدون أي تدخل من طرف السلطة المحلية والمجلس البلدي، تستعد الساكنة إلى الانخراط في أشكال احتجاجية للمطالبة برفع الضرر.
وذكر مصدر من الساكنة في تصريح خاص إلى "المغرب اليوم" أن المدينة تعرف حالة من الفوضى واللاتنظيم واحتلال الملك العام من قبل الباعة المتجولين الذين يعرضون مختلف السلع للبيع والشراء، الشيء الذي يتسبب في مشاكل كثيرة للساكنة وأصحاب المحلات التجارية في حي السوق والشوارع المحيطة به، وفي جنبات المركب التجاري .
وأضاف المصدر أن هذه الفوضى نتج عنها تدنيس حرمة المسجد "القديم" المتواجد قرب المركب التجاري وغلق جميع الممرات المؤدية إليه ونقل الأوساخ والروائح النتنة إلى فراش الصلاة، مشير إلى أن "الفراشة" تسببوا في إغلاق الشوارع والممرات أمام السكان والمارة، والتي وصلت إلى احتلال أبواب منازل السكان والمحلات التجارية.
وأشار المصدر إلى أن شوارع المدينة تعرف انتشار الأوساخ ومخلفات المواد المعروضة للبيع مما ينتج عنه انتشار الحشرات الضارة والروائح الكريهة، مؤكدًا أن بعض الأشخاص الذين وصفهم ب"المرضى والمنحرفين" يستغلون الوضع الفوضوي للتحرش بالنساء أمام الملا والتلفظ بالكلام الساقط دون حياء ولا خوف، بالإضافة إلى تعاطي الخمور والمخدرات في واضحة النهار.
وتابع المصدر قائلا:" أن الوضع أدى إلى تشويه جمالية المدينة بالخيام المنصوبة وسط الشوارع، مما يؤدي إلى تهديد صحة وسلامة المواطنين وعرقلة حركة السير والجولان"، وكشف المصدر أن كل ما زاد الطين بلة، هو تفاقم واستفحال الوضع الذي لقي ترحاب وسماح السلطة المحلية والمجلس البلدي بنقل السوق الأسبوعي الخميس إلى وسط المدينة قرب المركب التجاري، وغلق جميع المنافذ من والى حي السوق بشكل نهائي في وجه الساكنة والمحلات التجارية، ناهيك عن الفوضى والازدحام واختناق حركة المرور وسط المدينة بشكل لا يتصوره العقل ولا يقبل به إلا من وصفهم ب "المجانين والفاشلين في تدبير شؤون المدينة" .
وأبرز المصدر أن هذه الفوضى ليست وليدة اليوم بل عمرت لأعوام طويلة ساهم فيها بشكل مباشر التدبير الفاشل للمركب التجاري الذي كلف انجازه أزيد من مليار ونصف المليار سنتيم وأصبح في آخر المطاف الجانب المخصص للخضر والفواكه ووكرا للمنحرفين ومدمني الخمر والمخدرات ومطرحا للنفايات والأزبال، مضيفًا انه بالرغم عشرات الشكايات المكتوبة والشفاهية والوقفات الاحتجاجية وتعليق اللافتات المستنكرة للوضع والمطالبة برفع الضرر عن السكان، "لم نجد ممن يهمهم الأمر إلا وعودا كاذبة وصما للأذان وهروبا إلى الأمام".
وأعلن سكان حي السوق والتجار في بيان حصل "المغرب اليوم" نسخة منه، تحميل الدولة والجهات المعنية مسؤولية ما يتعرض له السكان والتجار من اعتداءات وإهانات وتعريض حياتهم للخطر بسبب الفوضى، وجاء في البيان ،"نطالب الدولة والجهات المسؤولة بوضع حد لهذه الفوضى ورفع الضر عن السكان والتجار وتحرير الملك العام الذي لا يحق استغلاله لأغراض شخصية وفردية" بالإضافة إلى إخلاء الحي من كل مظاهر الفوضى والتسيب وتنظيم الأرصفة والفضاءات العمومية.
ودعت الساكنة إلى توفير النظافة بشكل مستمر وتقوية الإنارة العمومية في بعض الأزقة والشوارع وتشوير الحي بالشكل الذي يسهل حركة المرور ويحد من فوضى حركة السير، وإيجاد حلول معقولة ومناسبة لهؤلاء الباعة لضمان عيشهم وكرامتهم، كما دعت الساكنة جميع الفعاليات السياسية والمدنية والحقوقية والنقابية والجمعوية إلى تحمل المسؤولية ووضع ملف حي السوق على سلم أولويات برامجها وانشغالاتها، ووفق المعلومات التي حصل عليها "المغرب اليوم" فان تجار وسكان حي السوق سيعقدون الجمعة 25 المقبل، مباشرة بعد صلاة العشاء تجمعا بالساحة المتواجدة وسط حي السوق لمناقشة الوضع وتسيطر البرنامج النضالي.