الدار البيضاء - جميلة عمر
أضرم بائع "فراولة" النار في نفسه في مدينة تازة ، إحتجاجًا على معاملة قائد له، ليصاب بحروق في مختلف أنحاء جسمه، تفاوتت ما بين حروق من الدرجة الثالثة، وأخرى من الدرجة الثانية والأولى, ونقل الشاب على وجه السرعة من مستشفى ابن باجة في تازة, ومن ثم إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني في فاس.
وحسب مصدر أمني ، أن وكيل الملك في المحكمة الابتدائية في تازة، أمر بفتح تحقيق في الحادثة، خاصة بعدما وضعت عائلة الشاب شكوى فوق مكتبه، تتهم فيها قائد الملحقة الإدارية الثانية لوسط المدينة باستفزاز ابنها، وقلب عربته التي يبيع فيها "الفراولة"، وإذلاله وإهانته حتى وصل إلى درجة اليأس، ولجوئه إلى إحراق نفسه.
وتبين من الشكوى أن الضحية "سعيد خرباش"، البالغ من العمر 25 سنة، سبق له أن تعرض لاستفزاز من قبل القائد، نهاية كانون الأول/ديسمبر 2015، حيث صادر سلعته من الخضر، التي، يبيعها على متن عربة متحركة، مما احتج عليه الشاب ليعتقل على إثرها بشهرين حبسا نافذا بتهمة إهانة موظف، وبعد مغادرته السجن بداية مارس الماضي عاد سعيد ليمارس نشاطه وبيع "الفراولة" ،وفواكه أخرى، ليفاجئ باستهدافه من قبل القائد نفسه، والذي قام بقلب العربة بما فيها قبل مصادرتها.
و توجه الضحية إلى المحكمة الابتدائية، والتقى هناك بمسؤولين قضائيين أخبرهم بالواقعة، وسرد لهم ما تعرض له في السابق على يد القائد، والذي تسبب له في شهرين من الحبس، حيث طلب منهم إنصافه، وأخبرهم بأنه يشعر بـ "الحكرة" قبل أن يغادر المحكمة ويتوجه إلى ساحة "المارشي سونطرال" ويضرم النار في جسده.
وراسلت السلطات المحلية السلطات القضائية ، حيث وضحت المراسلة أن القائد المتهم باستفزاز بائع الفراولة، كان برفقة عناصر القوات المساعدة في حملة قادتها السلطات المحلية ضد الباعة المتجولين في زنقة فاس وسط مدينة تازة، حيث طالبوا من كل الباعة إخلاء المكان، وهو ما رفضه الشاب، مما تطلب تدخلا من القائد لإرغامه على الامتثال لقرار الإخلاء، فرد الشاب بإحراق نفسه، وإثارة مشاعر المارة، والأساتذة المعتصمين، مما أدى بحسب تقرير السلطات المحلية، إلى احتجاجات قادها مجهولون تضامنا مع الشاب، نتج عنها تكسير لزجاج الباب الخلفي لسيارة القائد بالملحقة الإدارية الثانية