دكالة-المغرب اليوم
يرى أستاذ الفلسفة في جامعة "شعيب الدكالي"، عبد النبي الحري بأن الذين وقفوا ضد التشريع لحرية المعتقد لا ينتبهون إلى أنهم يتخذون موقفًا مضادًا لطبيعتهم الإنسانية، من حيث كونهم بشرًا يتمتعون بنعمة العقل وملحقاته الذاتية من حرية ومسؤولية، وقدرة على التمييز بين الخير والشر، وحق في الاعتقاد والاختيار.
ويؤكد أن التأمل في روح الدين الحنيف، يظهر أنه بنى كل تعاليمه للأتباع على مبدأ التكليف العقلي المقترن بالقدرة على الفعل والاختيار، أو بكلمة واحدة، على مبدأ الحرية، إذ يرفع التكليف عن الإنسان العاقل حينما يكون في وضع تنتفي فيه حريته.
ويخلص الحري إلى أن حرية العقيدة أفضل ضمان ووسيلة لصيانتها، أي العقيدة، وحمايتها من كل مساس بمقدساتها أو انتهاك لحرماتها، ولا أدل على ذلك، من أن الدول التي لا تفرض وصاية على عقائد وشعائر رعاياها، وتعاملهم على أساس المواطنة الخالصة، بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية، أومشاربهم المذهبية هي أكثر المجتمعات التي ينتشر فيها التدين السليم.