الرباط - المغرب اليوم
وجدت فرنسا نفسها في وضع غير مريح وسط الأزمة المتصاعدة بين المغرب وإسبانيا، لذلك تنأى السلطات وحتى الرأي العام الفرنسي بنفسهم عن التوتر في مدينة سبتة المحتلة.
وقالت صحيفة “إلكونفيدنشال” الإسبانية إن باريس لا تريد أن تفقد حليفها التقليدي في المغرب الكبير كما لا ترغب في الابتعاد عن إسبانيا وألمانيا.
وترى الصحيفة أنه لا يمكن فهم العلاقة بين المغرب وإسبانيا من دون فرنسا، وتشير إلى أن الرباط حظيت بدعم باريس في أزمة جزر “ليلى” في 2002 ما جعل من المستحيل على الاتحاد الأوروبي دعم المصالح الإسبانية، ما دفع بمدريد للاستعانة بالولايات المتحدة الأميركية كوسيط لحل الأزمة آنذاك.
وتحظى الرباط الآن بدعم واشنطن في الضغط على الدول الأوروبية بشأن الصحراء المغربية، وفق الصحيفة، في حين أظهرت بروكسل تضامنا واضحا مع مدريد. وحتى البرلمان الأوروبي اعتمد قرارا الأسبوع الماضي انتقد بشدة عمل السلطات المغربية، وهو أمر غير عادي، وترى الصحيفة أن هذا السيناريو لا يشعر فرنسا بالراحة.
ووفق التحليل، لاتريد باريس أن يصبح المغرب حليفا عدائيا، مستفيدا من وضعه كـ”بوابة للهجرة” لجس نبض الاتحاد الأوروبي بشكل دائم، ولكن لا يمكنها أيضا أن تتجاهل مصالح إسبانيا أو ألمانيا.
وتقول الصحيفة إن اندلاع أزمة هجرة حقيقية في سبتة المحتلة يشكل كابوسا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل عام من الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وتضيف الصحيفة أن أعضاء البرلمان الأوروبي الفرنسيين يحمون الرباط، وظهر ذلك جليا مؤخرا في البرلمان الأوروبي، إذ من بين 79 عضوا فرنسيا في البرلمان، صوت 64 ضد أو امتنعوا عن التصويت على القرار الذي ينتقد المغرب.
وترى الصحيفة أن وزير الخارجية الفرنسي حافظ على “لهجة تصالحية” تجاه الرباط واعتبر المغرب شريكا أساسيا في مجال التعاون في منطقة الساحل، وفي مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، كما عرض التوسط لتهدئة التوتر الإسباني المغربي.
وفضل الدبلوماسيون الفرنسيون المقربون من الرباط عدم تقديم تصريحات للصحيفة، واعتبرت “الكونفيدنشال” أن هذا الصمت الفرنسي يكشف الوضع غير المريح لباريس وسط هذه الأزمة.
قـــد يهمــــــــك ايضـــــــًا:
محكمة مراكش تدين رئيس الجماعة القروية تمصلوحت بالحبس النافذ
مجلس النواب المغربي يصادق على مشروع قانون يتعلق بمؤسسات الائتمان