الرئيسية » في الأخبار أيضا
تخفيف الحجر الصحي

الرباط - المغرب اليوم

مرحلة ثانية من مسلسل تخفيف الحجر الصحي، سيسري مفعولها ابتداء من يوم 24 يونيو 2020 - عند منتصف الليل - من المتوقــع أن تشكل منعرجا أخيرا في اتجـاه الرفع النهائي لحالة الطـــوارئ الصحية والعودة التدريجية للحياة الطبيعية، وهو تخفيف لا محيد عنه، لاعتبارين اثنيـن، أولهما : التداعيات الجانبية للإغـلاق على الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وثانيهما : صعوبة التحكم في أرقام "كورونا" في المغرب كغيره من بلدان العالم، بشكل يجعل من "التعايش" مع الفيروس التاجي أمرا لا بديل عنه، اعتبارا للخسائر الفادحة التي تكبدها الاقتصاد الوطني والتي حددها وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة قبل أسابيع في مبلغ "مليار درهم" عن كل يوم من الحجر الصحي، بكل ما يرتبط بذلك، من انعكاسات سلبية اجتماعية وصحية ونفسية على المواطن، وهو تخفيف لجأت إليه جميع الدول بعد أشهر من الإغـلاق وفرض القيود على التحركات، لإعادة إنعـاش الحياة الاقتصادية والاجتماعية التي تعطلت حركاتها بدرجات ومستويات مختلفة، في ظل الإقدام على إغلاق الحدود الوطنية وفرض حالات الطوارئ الصحية والحجر الصحي، كإجراءات وقائية وتدابير احترازية، كان من الضروري الرهان عليها، للتصدي لفيروس لم يكشف بعد عن كل أسراره، والحيلولة دون تفشـي العدوى.

بالرجوع إلى مخطط التخفيف الذي دخل مرحلته الثانية، فقد بادرت السلطات العمومية إلى التوسيــع من دائرة التخفيف مقارنة مع المرحلة الأولى التي أبقت على القيود قائمة في منطقة التخفيف رقم 2 التي ضمت عددا من العمالات والأقاليم، وهو تخفيف طال عددا من الأنشطة الاقتصادية والخدماتية والاجتماعية التي تم رفع القيود عنها، وفي هذا الصــدد، وعلى المستوى الوطني، فقـد تم اتخاذ قرارات جديدة من شأنها الإسهـام في إنعـاش الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وذلك بالسماح للمقاهي والمطاعم بتقديم خدماتها بعين المكان (عدم تجاوز 50 بالمائة من الطاقة الاستيعابية)، استمرار الأنشطة التجارية بكل المراكز التجارية والقيساريات (وفق شروط محددة)، إعادة فتح محلات الترفيه والراحة من قبيل القاعات الرياضية والحمامات (عدم تجاوز نسبة 50 بالمائة من الطاقة الاستيعابية)، استئناف الأنشطة المرتبطة بالإنتاج السمعي - البصري والسينمائي ، استئناف النقل العمومي بين المدن سواء الطرقي أو السككي (وفق شروط محددة)، استئناف الرحلات الجوية الداخلية (وفق شروط محددة)، مـع الإبقاء على القيــود الاحترازية المقررة سابقا في حالة الطوارئ الصحية (إغلاق المتاحف، قاعات السينما، منع التجمعات، حفلات الزواج، الأفراح، الجنائز ...).

أما على مستوى الحجر الصحي، فقـد تم اتخاذ قــرارات خففت القيود المفروضة، على تحركات السكان، وأطلقت العنان لعـدد من الأنشطة والخدمات، اختلفت بمستويات محدودة بيـن منطقتي التخفيف رقم 1 و رقم 2، وفي هذا الإطـار، وفيما يتعلــق بمنطقة التخفيف رقم 1، فقد تم السماح بالتنقل بين الجهات المصنفة في منطقة التخفيف رقم 1 (شريطة الإدلاء بالبطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية)، فتح الفضاءات الشاطئية (مع ضرورة احترام التباعد الجسدي)، إعادة فتح ملاعب القرب (المتواجدة بالهواء الطلق)، استئناف الأنشطـة السياحية الداخلية وفتح المؤسسات السياحية ( على أن لا تتجاوز 50 بالمائة من طاقتها في الإيواء والإطعام)، أما إجراءات التخفيف بالمنطقة رقم 2، فقـد همت بالأساس، السماح بالتنقل داخل المجال الترابي للعمالة أو الإقليم (دون رخصة استثنائية للتنقل)، التنقل خارج العمالة أو الإقليم (إلزامية التوفر على رخصــة مهنية (أمر بمهمـة) أو "رخصة استثنائية"

مسلمة من طرف السلطات المحلية (لأسباب أو ظروف قاهرة)، رفـع القرار القاضي بإغلاق المتاجر على الساعة 8 مساء، إعادة فتح قاعات الحلاقة والتجميل (مع عدم تجاوز نسبة 50 بالمائة من الطاقة الاستيعابية)، إعادة فتح الفضاءات العمومية بالهواء الطلق (منتزهات وحدائق وأماكن عمومية ...) وكذا استئناف ممارسة الأنشطـة الرياضية الفردية بالهواء الطلق (المشي، استعمال الدراجات الهوائيـة)، وهذه الإجراءات التخفيفية، لا تعني قطعا نهاية زمن الحجر الصحي أو الانتصار على الفيروس التاجي، فالخطر لازال قائما، اعتبارا لما يحصده الوباء من إصابات مؤكدة ووفيات عبر العالم، وقياسا للتحذيرات المستمرة لمنظمة الصحة العالمية في إمكانية حدوث موجة ثانية من الوبـاء أكثر حدة وشراسة، خصوصا في ظل عودة الفيروس للمسرح الصيني بعد أسابيــع من الغياب، وهو واقــع يفرض التقيد الصارم بكافة التدابير الاحترازية المعلن عنها (تباعد جسدي، قواعد النظافة العامة، إلزامية ارتداء الكمامات الواقية، التعقيم، تجنب لمـس الأسطح ، بالإضافة إلى إمكانية تحميل تطبيق "وقايتنا".

الآن، وبعد هذا السخاء الذي أعاد حيزا مهما من الحرية المفقودة منذ أسابيــع، نرى أن "الكرة" الآن، باتت في مرمى المواطن، وهذا يفرض التعويل على الوعي الفردي والجماعي لكسب رهان المرحلة الثانية، والمــرور الرصين والآمن نحو المرحلة الموالية، والتي يرتقب أن تضع حدا للحجر الصحي، فمثـلا الإجراءات الحاجزية من قبيل "التباعد الجسدي" و"احترام مسافة الأمان" و"استعمال الكمامة" و"التعقيم" أو الحرص على التباعد الجسدي في الفضاءات الشاطئية التي تعرف عادة حالة من الازدحام، كلها إجراءات وغيرها، يصعب على السلطات العمومية فرضها، ما لم يحضر وعي المواطن الذي لابد أن يكون شريكا حقيقيا، يمكــن الرهان عليه لإنجاح المخطط التخفيفي في مرحلته الثانيـة، وذات الكرة ملقاة في مرمى المهنيين سواء على مستوى النقل العمومي بين المدن أو على مستوى الأنشطة التجارية والقيساريات، أو على مستوى محلات الترفيه أو على مستوى المقاهي والمطاعم، حيث يلزم التقيد بالإجراءات والتدابير الصادرة عن السلطات العمومية، ومنها على الخصوص احترام شرط 50 بالمائة من الطاقة الاستيعابية، دون إغفال المسؤولية القائمة للمواطن، الذي يجب أن يحرص كل الحرص على الجوانب الوقائية والاحترازية أينما حل أو ارتحل، خاصة في الفضاءات الشاطئية والحدائق العمومية والأسواق الممتازة والحمامات والمقاهي والمطاعم وغيرها.

وعليه، هي إذن مسؤولية فرد ومسؤولية جماعة، وبين هذا وذاك، هي مسؤولية دولة، لابد أن تتحمل مسؤولياتها كاملة في فرض هيبـة القانون، عبر تفعيل مختلف آليات "الرقابة" خاصة على مستوى الوحدات الإنتاجية الصناعية والتجارية والفلاحية والخدماتيــة، بشكل يسمح بالتحكم في الوضعية الوبائيـة، وضمان عدم وقوع أية انتكاسة (بؤرة) من شأنها أن تعيدنا إلى نقطة البدايــة، وهي فرصة سانحة للتأكيد مرة أخرى على أهمية الوعي الفردي والجماعي في هذه الظرفية الخاصة والاستثنائية، وهو "وعي"، يفرض توجيه البوصلة نحو "التعليم" الناجع والفعال والعادل، والذي بــدونه، لا يمكن قطعا بناء الإنسان/المواطن الذي يكون للدولة سندا في لحظات المحن والأزمات والنكبات ... عسى أن نكون جميعا في مستـوى المرحلة (دولة، مجتمع، مؤسسات عامة وخاصة، أفراد ...) لنتمكن ليس فقط، من هزم الفيروس التاجي الذي لم يكشف بعد عن كل أسراره، ولكن للنجاح في اختبار المسؤولية والتعاضد ووحدة الصف وحب الوطن .

قد يهمك أيضَا :

وزارة الصحة المغربية تطلق حملة لمُواكِبة تخفيف الحجر الصحي

الحجر الصحي يحرم أشهر الفنانين المغاربة من توديع أحبائهم

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

رئيس مجلس النواب المغربي يُجري لقاءات ثنائية مع ممثلي…
دومينيكا تُجدد دعمها للوحدة الترابية للمغرب وسيادته على صحرائه…
الملك محمد السادس يُؤكد عزمه مواصلة ترسيخ العلاقات المغربية…
هنغاريا تدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي لتسوية نزاع الصحراء
الرئيس عباس يصدر إعلانا دستوريا يتعلق برئاسة السلطة الفلسطينية

اخر الاخبار

وزير العدل المغربي يُجري مباحثات مع عدد من نظرائه…
بوريطة يُجري مباحثات مع الوزير الأول لغرينادا لتعزيز التعاون…
أخنوش يُجري مُباحثات ثنائية مع الوزير الأول بجمهورية غينيا…
وزير العدل المغربي يُطالب بفرض رقابة قانونية على وسائل…

فن وموسيقى

سعد لمجرد يُصدر أغنيته الهندية – المغربية الجديدة «هوما…
المغربية فاطمة الزهراء العروسي تكشف عن استعدادها لخوض تجربة…
منة شلبي تتألق في موسم الرياض بمسرحية شمس وقمر…
تتويج المغربي محمد خيي بجائزة أحسن ممثل في مهرجان…

أخبار النجوم

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي…
ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…

رياضة

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"
محمد صلاح آقرب إلى الرحيل عن ليفربول لعدم تقديم…
مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة…
محمد صلاح في المركز الثاني كأفضل هدافي الدوري الإنكليزي…

صحة وتغذية

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل…
التغذية السليمة سر الحفاظ على صحة العين والوقاية من…
أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

الأخبار الأكثر قراءة

المغرب يرفع ميزانية وزارة الدفاع إلى 133 مليارا في…
مغاربة يصلون صلاة الغائب وينعون السنوار في أزيد من…
الملك محمد السادس يترأس مجلسا للوزراء ويعين عمالا وسفراء…
"البام" يختار خليفة أبو الغالي في القيادة الثلاثية
بنموسي يجمه بين منصبي وزير التعليم ومندوب التخطيط