الجزائر – نورالدين رحماني
فتَحَت القيادة العليا للجيش الجزائري تحقيقًا بشأن ظروف وملابسات حادث المرور الذي وقع، الاثنين الماضي، في ولاية الطارف شرق الجزائر، وأودى بحياة عقيدين وثالث في حالة خطيرة، ويشرف على التحقيق قائد الناحية العسكرية الخامسة، وبمتابعة شخصية من الفريق نائب وزير الدفاع وقائد أركان الجيش الجزائري ڤايد صالح. وكشفت مصادر على صلة بالملف، اليوم الاربعاء، أن التحقيق الذي باشرته المصالح المختصة يهدف إلى تحديد المسؤوليات، خاصة أن ضحايا الحادث من القيادات العسكرية الرفيعة في الجيش الجزائري، في الناحية العسكرية الخامسة لقوات الجيش الجزائري. ويتعلّق الأمر بالعقيدين المتوفيَين اللذين كانا يتقلدان منصبي المدير المحلي للعتاد الذي لقي حتفه في مكان الحادث، والمدير المحلّي لمعتمديه الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بمصلحة الاستعجالات الطبية في ولاية عنابة، والعقيد الثالث هو مدير مكتب التنظيم في قيادة الأركان للناحية الخامسة، والذي حُوِّل رفقة السائق إلى المستشفى العسكري علي منجلي فيقسنطينة، وكان جميعهم في مهمة رسمية تفتيشية بتكليف من قائد الناحية العسكرية الخامسة، الإثنين الماضي، إلى ولاية الطارف. وتفيد المعاينة الأولية لموقع ووضعية الحادث بأن سيارة الضحايا الرباعية الدفع ارتطمت بالحواجز الإسمنتية الموزعة على 100 متر عرض الطريق السريع، في نقطة نهاية البساط المعبد، وهو المكان الذي يفتقر للإشارات التي تنذر بالخطر، ولا وجود للإنارة العمومية ليلاً. وحسب المصالح الأمنية ومصالح الحماية المدنية في دائرة الذرعان في الطارف، فإن هذه النقطة السوداء عرَفَت وقوع ما يقارب 30 حادثًا في السنتين الأخيرتين، خلفت 8 قتلى وأكثر من 30 جريحًا، وحملوا المسؤولية لشركة "كوجال" اليابانية والوكالة الوطنية للطرقات التي لم تتكفل بهذا الإشكال، رغم التقارير العديدة التي رُفعت من قِبل الجهات المختصة. وكشفت مصادر طبية أن جميع الأجهزة الطبية على مختلف اختصاصاتها ومن مختلف مستشفيات المدينة تم نقلها وتجميعها في مصلحة الاستعجالات الطبية في حالة طوارئ قصوى، كما أن تحويل الضحايا من مصلحة الاستعجالات الطبية ببلدية الذرعان بولاية الطارف على مسافة 25 كلم، رافقته سيارات إسعاف عسكرية وحماية أمنية، واستغرقت مدة التحويل 13 دقيقة، مع فك زحمة المرور باستعمال الطلقات النارية في السماء في وسط مدينة عنابة.