الرباط - محمد أيوب
من المتوقع أن يعود السفير المغربي لدى الجزائر لممارسة مهامه ابتداء من الاثنين المقبل، في تطور ينحو منحى التهدئة بعد أزمة دبلوماسية عرفتها العلاقات بين البلدين. وتناقلت تقارير إعلامية تصريحات لمسؤول ديبلوماسي مغربي تقول بعودة السفير المغربي بالجزائر، و علق المسؤول على ذلك بالقول إن "رسالة المغرب وصلت" و "هي رسالة احتجاج أكثر منها رغبة في تعميق التوتر مع الجار الجزائري". وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي في ندوة تلت الاجتماع الوزاري الخميس إن موقف المغرب كان مبررا وأن عدم اتخاذه هو غير المبرر، باعتبار الرسالة، التي رأى فيها المغرب تحريضا ضد وحدته الترابية، قد جاءت من أعلى سلطة في الجزائر وليس من مجرد منظمة أو جمعية. تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة جاءت بعد يوم واحد على سحب المغرب لسفيره في الجزائر احتجاجا على رسالة وجهها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى ندوة في العاصمة النيجيرية أبوجا عقدت لدعم انفصال الصحراء، حيث دعت الرسالة إلى فرض لجنة لمراقبة وضع حقوق الانسان في الصحراء. الرسالة كانت شرارة أشعلت التوتر من جديد في العلاقات المغربية الجزائرية غير المستقرة أصلا، إذ تلا سحب السفير المغربي سحب الجزائر للقائم بالأعمال في القنصلية الجزائرية بالدار البيضاء، احتجاجا على ما اعتبرته تقصيرا من المغرب بحماية قنصليتها كما هو متعارف عليه دوليا، وذلك إثر حادثة إنزال العلم من سطح القنصلية من قبل أحد المحتجين على رسالة بوتفليقة نظمتها حركة الشباب الملكي، ما أدى إلى تدخل عناصر الأمن للقبض عليه. الحادث تسبب بموجة غضب في الأوساط السياسية والحقوقية في الجزائر، غدا تراشقا إعلاميا بين البلدين. وإذ أدان بيان لحزب التحرير الوطني الجزائري حادثة إنزال العلم خصوصا مع تزامنه مع ذكرى اندلاع ثورة التحرير الجزائرية، في حين عبر رئيس تجمع أمل الجزائر عن أسفه لحادثة العلم، باعتباره أمرا يهدد بتعطيل التضامن بين دول المغرب الكبير وإفريقيا. في المقابل أدانت أحزاب سياسية مغربية رسالة بوتفليقة و وصفتها بالهجومية، بينما رحبت أخرى بخطوة سحب السفير المغربي من الجزائر. فقد ندد حزب الاستقلال المعارض المحافظ، عبر لجنته التنفيذية، بما اعتبره هجوما قويا على استقرار المغرب من قبل النظام الجزائري، بينما اتهم بلاغ لحزب التقدم والاشتراكية، المشارك في التحالف الحاكم، (اتهم) الجزائر بمواصلة استهداف وحدته الترابية، ورحب بقرار المغرب استدعاء سفيره من الجزائر للتشاور. وبينما يتبادل البلدان تهما بخلق المشاكل لتوجيه الرأي العام المحلي للخارج، للتغطية على المشاكل السياسية والحقوقية و الاقتصادية التي يعانيها البلدان كما عبرت عن ذلك بيانات الأحزاب الجزائرية والمغربية. يذكر أن العلاقات المغربية الجزائرية غير مستقرة عموما، إذ أن الحدود بين البلدين مغلقة منذ سنوات. إغلاق جاء نتيجة أزمات متتالية اشتعلت مع اشتعال حرب الرمال في الستينات، ثم ازدادت اشتعالا مع قرار الجزائر دعم جبهة البوليزاريو الانفصالية.