فاس- حميد بنعبد الله
انتحر حارس مغربي للسيَّارات، السَّبت، شنقًا في منزل والديه في درب البلاغمة في جماعة المشور في مدينة فاس، لأسباب مجهولة، يعتقد أن لها علاقة بظروف معيشيَّة وشخصيَّة ونفسيَّة يعيشها بفعل ضعف دخله اليومي وعدم قدرته على تدبُّر تكاليف عيشه ومساعدة أسرته الفقيرة. غاب الشاب العازب الذي عرف بين أقرانه بحسن سلوكه وانضباطه واحترامه لمعارفه وأصدقائه وعائلته، عن عمله في حراسة سيارات في مرأب قريب من الحي، لمدة 3 أيام، اعتكف فيها في منزل والديه دون أن يغادره، قبل أن يعثر عليه في اليوم الثالث مشنوقا بواسطة حبل ثبته في أعلى غرفته. وفور العثور عليه أخبرت عائلته قائد المنطقة والمصالح الأمنية في المدينة، التي حضرت إلى المنزل وعاينت جثة المتوفى قبل نقلها إلى مستودع الأموات في مستشفى الغساني في المدينة، لإخضاعها إلى التشريح الطبي، في الوقت الذي فتح فيه تحقيق استمع فيه إلى كل من يمكن أن يفيد في فك لغز وأسباب هذا الانتحار. وشهدت مدينة فاس في الآونة الأخيرة، تسجيل عدة حالات انتحار بشكل غير مسبوق، راح ضحيتها مسنون وشباب وفتيات في مقتبل العمر، عمدوا إلى تناول مواد سامة أو شنق أنفسهم بحبال، فيما عمد آخرون إلى رمي أنفسهم من مواقع مختلفة في منازلهم أو مقرات عملهم، بينهم طالب في كلية الطب والصيدلة وصاحب مقهى في شارع الحسن الثاني. ومن الحالات الأخيرة المسجلة، وفاة زوجة بعد 20 يوما قضتها تحت العناية المركزة في المستشفى الجامعي الحسن الثاني، بعد تناولها مادة حارقة (الماء القاطع) في منزل أسرتها في حي عين قادوس، لأسباب ما تزال مجهولة ويعتقد أن تكون لها علاقة بمشاكلها الاجتماعية والشخصية مع زوجها البائع المتجول الذي بالكاد يتدبر تكاليف عيشها وابنها الصغير.