طنجة - ياسين العماري
يسود قلق كبير في أوساط السياسيين في العاصمة الإسبانية مدريد، خوفًا من المنحنى، الذي تتجه إليه المطالب الشعبية في إقليم كاتالونيا، الواقع شمال شرقي إسبانيا، والذي يتمتع بنظام الحكم الذاتي، حيث لم يعد المواطنون في هذا الإقليم يرون نموذج نظام الحكم الذاتي مثاليًا، ويعتقدون أنه قد شارف على نهايته، ولم يعد بالنسبة لهم نظامًا مناسبًا لمعيشتهم. ولا يعتبر العديد من الكاتالان أنفسهم مواطنين إسبان على الإطلاق، حيث أظهرت آخر الإحصاءات أن 52% من الكاتالان عبروا عن عزمهم التصويت لصالح استقلال الإقليم عن مدريد، إذا نظمت الانتخابات غدًا، وذلك على الرغم من أن مدريد تعتبر الاستفتاء غير شرعي. وتتمتع كاتالونيا بالسلطة القانونية والتنفيذية، وتستخدم لغتها الخاصة ورموزها القومية، إلا أن السياسيين هناك يذهبون إلى أن لديهم الحق في تقرير المصير، ويطالبون بإلحاح بـ"توسيع صلاحية الشرطة المحلية، وتأسيس سلطة قضائية خاصة، وإنشاء جيش قومي، ذو صلاحيات واسعة، فضلاً عن منح فريق برشلونة لكرة القدم صلاحية المشاركة في مباريات كأس العالم، كما يحدث مع اسكتلندا وإيرلندا الشمالية". وتعتبر كاتالونيا من أغنى المناطق في إسبانيا، حيث توفر 23% من إجمالي الناتج القومي الإسباني، وهي مجبرة على تقاسم مواردها مع باقي الأقاليم الفقيرة، كإقليم الأندلس، الأمر الذي دفع أكثر من مليون ونصف المليون من المواطنين، في 11 أيلول/سبتمبر الماضي، إلى الخروج للمطالبة بالاستقلال، ويقارب تعداد سكان الإقليم 7 ملايين نسمة ونصف، بينهم حوالي مليون من المهاجرين الأجانب، الذين لم يتأخروا عن المشاركة في المسيرة الضحمة، حيث لوحظت مشاركة كبيرة من العرب، لاسيما المغاربة، الذين يعيش نسبة كبيرة منهم في كاتالونيا، وعاصمتها برشلونة، رافعين أعلام كاتالونيا، ومرددين هتافات تدعو للاستقلال عن العاصمة المركزية مدريد. وذكرت وسائل إعلام إسبانية أن "القمصان الصفراء، التي وزعت على المتظاهرين، والتي تجاوز عددها المليون ونصف قميص، تمت خياطتها في مدينة الدار البيضاء المغربية".