طنجة - نوفل الخمليشي
أعلنت منظمة "مرصد الشمال لحقوق الإنسان" - وهي منظمة غير حكومية في شمال المغرب- أن السلطات المحلية لمدينة تطوان، قامت بإزالة نقطتين للتفتيش سبق وأن أقامتهما على الطريق بين الفنيدق والميناء المتوسطي، في سياق حملة أمينة ضد المهاجرين الأفارقة، استجابة لدعوات الجمعيات الحقوقية بضرورة احترام حقوق المهاجرين الأفارقة المتواجدين فوق التراب المغربي. وأوضح بيان صادر عن المرصد، حصل "المغرب اليوم" على نسخة منه، أن أعضاء من المرصد قاموا بزيارة ميدانية إلى المنطقة المذكورة، حيث تمت معاينة إزالة النقطتين المذكورتين التي كلف بإقامتهما عناصر من القوات المساعدة خلال حملة أمنية واسعة النطاق ضد المهاجرين المختبئين في غابات الفنيدق وبليونش على مشارف مدينة سبتة المحتلة. يشار إلى أن المرصد أصدر نهاية الشهر الماضي بياناً أبرز فيه ما وصفها "بالخروقات التي ترتكب في حق المهاجرين الأفارقة خلال العمليات الأمنية"، التي توجت بإيقاف العشرات من المهاجرين وترحيلهم نحو بلدانهم الأفريقية، داعيا إلى اعتماد مقاربة شاملة تراعي مبادئ حقوق الإنسان بدل تغليب المقاربة الأمنية في التعاطي مع الظاهرة. ولفت المرصد إلى المعاناة التي يعيشونها المهاجرين الأفارقة في رحلتهم نحو الضفة الأوروبية حيث يتخذون الغابات والأحراش كمساكن مؤقتة في ظروف إنسانية مزرية، نظرا لانعدام الأغذية والماء الصالح للشرب. وتزداد معاناة المهاجرين في ضوء البرد القارس، مما يدفعهم إلى اللجوء لمدن الفنيدق والمضيق والقرى المجاورة لطلب الأغذية والأغطية. وعلى الرغم من الحملات الواسعة النطاق التي تقوم بها السلطات الأمنية ضد المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين، فأن ذلك لم يمنع من تدفق أعداد كبيرة منهم، حيث تشير معطيات منظمات حقوقية إلى تواجد ما يزيد عن 1500 مهاجر بينهم نساء وأطفال، يتخذون من الغابات القريبة لمدينة سبتة المحتلة، مخبئا مؤقتا في انتظار اللحظة المناسبة لركوب البحر نحو الضفة الأوربية. وأرجع مراقبون تنامي أعداد المهاجرين الأفارقة نحو مدن شمال المغرب إلى غياب التنسيق الأمني بين دول المنطقة، بالإضافة إلى تنامي وتيرة الصراعات الدامية التي ترزح تحت وطأتها دول أفريقية عدة، وهو ما يفرز العديد من التداعيات والتحديات على المستوى الأمني والاجتماعي في شمال المغرب. وتنامي خلال الأشهر الماضية محاولات المهاجرين الأفارقة للهجرة نحو أوروبا انطلاقا من السواحل المغربية، إذ أحبطت مصالح الأمن المغربية العشرات من المحاولات وأوقفت المئات من المهاجرين الأفارقة على أهبة ركوب البحر، وفي نفس السياق قامت مصالح الإنقاذ الأسباني بالعديد من التدخلات انتهت بإنقاذ المئات من المهاجرين الأفارقة من موت محقق عندما كانوا يصارعون الأمواج في عرض البحر أملاً في الوصول إلى الفردوس المفقود.