تونس - أزهار الجربوعي
ترجح الداخلية التونسية وجود قاتل المعارض اليساري شكري بلعيد في تونس، متخفيًا في هيئة امرأة، في حين أفادت بعض التسريبات عن وجود متورط آخر في الجريمة في صفوف المعارضة السورية. وقالت مصادر مقربة من وزارة الداخلية التونسية أن المشتبه به الرئيسي في اغتيال الأمين العام لحزب "الوطنيين الديمقراطيين"، المعارض اليساري شكري بلعيد، المدعو "كمال بالطيب القضقاضي"، موجود في تونس بنسبة 80% ، ومتخفي في زي امرأة منقبة، في حين أفادت بعض التسريبات أن "أحد المتورطين الثانويين في الجريمة، موجود في سورية، منذ مدة، للقتال في صفوف المعارضة ضد نظام بشار الأسد. وأكد وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو أن "القرائن والمؤشرات، المُضمنة في ملف اغتيال شكري بلعيد، الذي تلقى رصاصت قاتلة أمام منزله في 6 شباط/ فبراير الماضي، تُشير بصورة قاطعة إلى أن المدعو كمال بالطيب القضقاضي هو القاتل الفعلي"، في حين نفت مصادر مطلعة هروبه إلى ليبيا، مرجحة تخفيه في زي امرأة منقبة، للإفلات من الملاحقة الأمنية. وكانت مصادر أمنية قد أكدت، في وقت سابق، أن زعيم التيار "السلفي الجهادي" في تونس قد تمكن من الفرار من أجهزة الأمن التونسي، التي حاصرت مكان وجوده، في جامع الفتح، في العاصمة التونسية، بعد أن خرج متنكرًا في زي امرأة منقبة. يذكر أن النقاب في تونس كان محظورًا في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي، إلا أنه انتشر بسرعة عقب ثورة "14 يناير"، لاسيما إثر صعود الإسلاميين للحكم، وقد فجر أزمة في الجامعات التونسية، التي رفضت تمكين المنقبات من إجراء الامتحانات، خوفًا من تزوير الهويات، والغش في الامتحان، فيما دعا آخرون إلى منعه لأسباب أمنية. وفي سياق متصل، نقلت تسريبات إعلامية، أقوالاً منسوبة إلى رئيس الحكومة الحالي، ووزير الداخلية السابق علي العريض في ما يتعلق بشهادته أمام قاضي التحقيق، في ملف اغتيال شكري بلعيد، والتي أكدت أن علي العريض نفى أن يكون رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي، قد أعلمه بأن شكري بلعيد مُهدد بالتصفية الجسدية والاغتيال، وأنه (العريض) قال أن نائب الأمين العام للوطد محمد جمور، إتصل به، وأبلغه أن 3 أشخاص مجهولين حاولوا تصفية شكري بلعيد، وذلك في كانون الأول/ ديسمبر 2012، مشددًا على أن محمد جمور لم يتعاون معه في الموضوع، وأن وزارة الداخلية، التي كان العريض على رأسها زمن اغتيال شكري بلعيد، قد إتخذت كل الإجراءات اللازمة، كلما علِمت أو أُبلغت بمحاولة استهداف أي شخصية. وفي سياق متصل، كشفت مصادر تونسية عن الجهاديين في سورية، أن أحد المتهمين في قضية اغتيال بلعيد، والذين نشرت صورهم أخيرًا، المدعو مروان بن نصر الحاج صالح، يُقاتل في صفوف المعارضة السورية، منذ فترة طويلة، مستبعدة علاقته بحادث الاغتيال. من جهته، أعلن ائتلاف "الجبهة الشعبية" التونسي المعارض عن تكوين لجنة لمتابعة قضية شكري بلعيد، بناءًا على طلب من عائلة الفقيد، حسب ما أكده الناطق الرسمي باسم "الجبهة" حمة الهمامي، لافتًا إلى إمكان التصعيد في الأشكال الاحتجاجية، للضغط على الحكومة، لهدف الكشف عن الجهات السياسية، التي أمرت وخططت لاغتيال شكري بلعيد.