لندن - المغرب اليوم
تواجه إمدادات الطاقة في المغرب تحديات جديدة مع بدء سريان حزمة العقوبات الأوروبية الجديدة على الغاز المسال الروسي، وتُعتبر إسبانيا، التي كانت أكبر مستورد للغاز المسال الروسي في الاتحاد الأوروبي عام 2023، محطة رئيسية لإعادة تصدير هذا الغاز إلى المغرب بعد إعادة تغويزه.
ويُثير حظر إعادة تصدير الغاز المسال الروسي من قبل الاتحاد الأوروبي قلقًا بشأن مستقبل هذه الإمدادات الحيوية للمغرب، حيث تعتمد المملكة بشكل كبير على الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء، فيما برز المغرب خلال عام 2023 كأهم وجهة لإعادة تصدير إسبانيا لتدفقات الغاز المسال الروسي، متجاوزًا بذلك وجهات أخرى مثل إيطاليا وهولندا وبلجيكا والبرازيل.
ويعزى هذا التطور بالأساس إلى الاتفاق الذي تم توقيعه بين المغرب وإسبانيا عام 2022، والذي سمح بتدفق الغاز عبر خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي المشترك في الاتجاه المعاكس، أي من إسبانيا إلى المغرب، وهو ما يعرف أيضا بـ “عملية الضخ العكسي”.
المغرب غير معني بالحظر
وبشأن هذا الموضوع، أوضح الحسين اليمني، الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز، أن المغرب يستهلك ما يعادل 2 مليون و800 ألف طن من الغاز المسال أو غاز البترول المسال الذي يسمى “GPL”، موضحا أن هذا النوع من الغاز يستخدم لأغراض متعلق بالمجال الفلاحي بالإضافة إلى الاستهلاك المنزلي.
وأكد المتحدث أن الوجهة الرئيسية التي يعتمد عليها المغرب من أجل استيراد الغاز، هي الولايات المتحدة الأمريكية، وليست روسيا، مسجلا أن أمريكيا من الدول الأولى المنتجة والمكررة للبترول، ما يؤكد أن المغرب غير معني بالحظر أو الحصار المفروض على الغاز الروسي.
وأشار اليمني إلى وجود بعض المغالطات المتداولة، كون أن الحظر المفروض يشمل المحروقات خاصة مادة الغازوال بالإضافة إلى الغاز الطبيعي، مبرزا أن المغرب كان يعتمد في جزء من حاجياته من الغاز الطبيعي على أنبوب الغاز المغاربي، إلا أنه مع وبعض قطع العلاقات من قبل الجزائر تم البحث عن حلول بديلة، أبرزها عقد اتفاقية مع إسبانيا لشراء الغاز من دول أخرى، ليست روسيا بدرجة أولى، مع تفريغه داخل محطات التغويز بإسبانيا قبل ضخه في الاتجاه المعاكس.
صعوبة تطبيق الحظر
وفي معرض تصريحه شدد الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز، أن الحظر المفروض على الوقود الروسي لا يمكنه تطبيقه بنسبة 100 بالمئة، خاصة وأن الذهاب في اتجاه هذه الخطوة يعني أساسا الوصول إلى الندرة الطاقية ما سيدفع إلى ارتفاع الأسعار بشكل صاروخي.
وتابع المتحدث ذاته، أن المنتوج الروسي له مكانته داخل مختلف الأسواق العالمية، كما أن أي محاولة لاجتثاث تواجده سيؤدي إلى ارتفاعات كبيرة على مستوى الأسعار.
وخلص الحسين اليمني، الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز، بالإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تقبل ارتفاع أسعار المحروقات على المستوى العالمي، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، إذ أن الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن يدفع في اتجاه الحفاظ على استقرار الأسعار.
هذان وتُعدّ إسبانيا بوابة رئيسية لإعادة تصدير الغاز المسال الروسي إلى المغرب، ممّا يُعزّز من دورها كمركز إقليمي لتوزيع الغاز، حيث تُساهم محطات إعادة التغويز الستّ التي تمتلكها إسبانيا في تحويل الغاز المسال إلى غاز طبيعي وضخه في شبكة الغاز، ممّا يُساعد على تلبية احتياجاتها من الطاقة.
وشير حجم الواردات الكبيرة من الغاز الروسي التي تصل إلى 6.7 مليار متر مكعب، إلى أنّ الاعتماد على موسكو لا يزال قويًا، رغم جهود المبذولة لتقليل الاعتماد على الطاقة الروسية.
قد يٌهمك ايضـــــاً :
شركة بريطانية تٌعلن عن اكتشافات هامة للغاز الطبيعي في المغرب والمملكة تقترب من الاكتفاء الذاتي
وزيرة الانتقال الطاقي بالمغرب تٌؤكد إننا نعمل على تسريع عدة مشاريع في مجال البحث والتنقيب عن الغاز