الرباط - المغرب اليوم
يواصل الملك محمد السادس التأكيد على موقع القضية الفلسطينية ضمن القضايا الرئيسية للسياسة الخارجية للدولة، إذ أكد خلال الخطاب الموجه للشعب المغربي، مساء الاثنين الماضي، بمناسبة الذكرى الـ25 لتربعه على العرش، أن “الاهتمام بالأوضاع الداخلية لبلادنا لا ينسينا المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني الشقيق”.
وجاءت القضية الفلسطينية في الخطاب الملكي مباشرة بعد الحديث عن أزمة الجفاف والسياسة المائية للمملكة، في إشارة إلى “التزام المملكة المغربية بالتضامن من الشعب الفلسطيني”، وفق ما ذهب إليه أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس السويسي بالرباط عبد العالي بنلياس.
وأضاف بنلياس، ضمن تصريح لهسبريس، أن “جلالة الملك، رئيس لجنة القدس، قدم تصورا إستراتيجيا لوضع حد لهذا الصراع التاريخي الذي استمر أكثر من خمس وسبعين سنة، من خلال خطوات محددة يؤطّرها أفق سياسي واضح يؤدي إلى حل الدولتين، باعتباره الحل الوحيد الذي يضمن الاستقرار والأمن والسلام الإقليمي في المنطقة”.
وأشار الأستاذ الجامعي ذاته إلى “أهمية تذكير الملك بضرورة مباشرة المفاوضات من قبل قيادات سياسية من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تؤمن إيمانا راسخا بالسلم والسلام، وبأن الوسائل الدبلوماسية والسياسية والسلميّة هي الكفيلة لوحدها بالتأسيس لسلام الشجعان”، منبها إلى أن “القيادات السياسية والعسكرية الحالية أغرقت المنطقة في حمام من الدم والانتقام والأحقاد”.
من جانبه أشار بوسلهام عيسات، باحث في الدراسات السياسية والدولية، إلى عدة أبعاد لإفراد الجزء الثاني من الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش حيزا هاما للقضية الفلسطينية، من بينها اعتبار الأمر “رسالة جامعة ومانعة لكل من سولت له نفسه المزايدة بالقضية الفلسطينية بأنها في صلب أولويات واهتمامات ملك وشعب، ومرتكز أساسي من مرتكزات السياسة الخارجية للمملكة المغربية، يتجسد عبر المبادرات الميدانية لوكالة بيت مال القدس الشريف”.
البعد الثاني، يضيف عيسات ضمن تصريح لهسبريس، يتعلّق بـ”دعوة جلالته إلى تبني مقاربة جديدة في التعامل مع القضية الفلسطينية تتجاوز المقاربات التقليدية القائمة على منطق التدبير الضيق للأزمات كلما نشأ صراع بين الأطراف، عبر دعوته إلى التفكير في إيجاد حل نهائي للنزاع انطلاقا من ثلاثة مرتكزات أساسية مؤسسةٍ لمنظور الحل”.
وأبرز المتحدث أن البعد الثالث لهذا الاختيار “يتجلى في الرؤية الملكية المتبصرة، التي تستشعر بكل مسؤولية مخاطر استمرار فتيل الأزمة بين الأطراف، وما يشكله ذلك من تهديد لمستقبل الأمن والسلم بالشرق الأوسط، إذ دعا جلالته إلى ضرورة فتح الأفق السياسي للحوار الذي سيضمن السلام العادل والدائم بالمنطقة، بالموازاة مع وقف الحرب في غزة كأولوية عاجلة، مع التذكير بحل الدولتين الذي تكون فيه غزة جزءا لا يتجزأ من أراضي الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية”.
وخلص الباحث ذاته إلى التأكيد على “أهمية دعوة الملك إلى ضرورة قطع الطريق على كل مظاهر التطرف والغلو في الرأي، من قبل الجانبين، خلال اعتماد المفاوضات لإحياء عملية السلام، مع التنبيه بشكل غير مباشر إلى أدوار أطراف أخرى خارجية إقليمية تتبنى طرح التطرف العنيف الذي يتوخى زعزعة الاستقرار وخلق القلاقل وتهديد السلم والأمن بالشرق الأوسط”.
قد يهمك أيضاً
احتفاء دبلوماسي بالفاتيكان بمناسبة الذكرى الـ 25 لعيد العرش
معتقلون سابقون في قضايا الإرهاب يثمنون العفو وأسهم "مصالحة" في ارتفاع