الرباط - كمال العلمي
حرصت المديرية العامة للأمن الوطني على أن تكون “درة تاج” النسخة الحالية من أيام الأبواب المفتوحة، المقامة في مدينة فاس، جناحا متكاملا من الأروقة التي تقدم صورة متكاملة عن أوجه تسخير التكنولوجيات الرقمية وتلك المستمدة من الذكاء الصناعي في خدمة أمن المواطنين وحماية ممتلكاتهم، باعتبار هذه الغاية مناط وجود المؤسسة الأمنية والهدف الأسمى من كل الإستراتيجيات الشرطية.
ويتضمن هذا الجناح رواقا خاصا للتعريف بمنظومة الهوية الرقمية التي طورتها المديرية العامة للأمن الوطني، بغرض تحويل خدمة البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية إلى خدمة رقمية بامتياز، تمكن الفاعلين المؤسساتيين العموميين والخواص من التحقق بشكل آني وآلي عن بعد من هوية المرتفقين والزبائن عبر منصة الطرف الثالث الموثوق به للتحقق من الهوية، وهي الخدمة التي تعكف حاليا مجموعة من خيرة مهندسي وتقنيي الأمن الوطني على شرحها وتفسيرها بشكل مبسط لزوار فضاء الأبواب المفتوحة.
ويمكن للزائر، ضمن الرواق نفسه، الوقوف على آخر التكنولوجيات التي توفرها خدمة الهوية الرقمية، ممثلة في منصات (bornes) مستقلة لمعالجة المعطيات الخاصة ووسائل الأمان المدمجة ببطاقة التعريف الوطنية في جيلها الثاني، وهي عبارة عن منصات سيتم وضعها قريبا رهن إشارة العموم في الفضاءات العمومية، وذلك ليتسنى للمواطنين تعديل معطيات الأمان (القن السري)، وكذا معطيات الاتصال (البريد الإلكتروني ورقم الهاتف) المدمجة ضمن بطاقة التعريف الإلكترونية، باعتبارها تشكل جوهر الاستفادة من منظومة الهوية الرقمية.
وإلى جانب الرواق المذكور، يمكن للزوار الوقوف على رواق خاص جداً، تعرض من خلاله الكفاءات البرمجية التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني آخر التطبيقات التي تم تطويرها باستعمال الذكاء الصناعي، والمستعملة بشكل أساسي في مراقبة حركية السير والجولان والتحكم بها في المحاور الطرقية الحضرية؛ وذلك من خلال قراءة آنية لتدفق السير، فضلا عن توفير إمكانيات لقراءة لوحات ترقيم السيارات ومطابقتها مع قواعد معطيات الأمن الوطني، وهي المنظومة المرتبطة بشكل وثيق بنظام تحديد المواقع الجغرافي لدوريات الشرطة.
ويُعرف هذا الرواق بـ”استعمالات الذكاء الصناعي في مجال ضمان الأمن الحضري، من خلال استعمال بصمة الوجه والمعطيات البيومترية في التحقق من هويات الأشخاص في الفضاءات العمومية والمرافق الحساسة، ومطابقتها مع قواعد معطيات الأشخاص المبحوث عنه والمطلوبين للعدالة؛ وهي الخدمات المرتبطة بشكل وثيق بعمل قاعات القيادة والتنسيق، المكلفة بتدبير العمليات الميدانية وحركية دوريات الشرطة على مستوى المناطق الحضرية”.
ويتضمن الجناح رواقا خاصا يقدم للزوار لمحة مستفيضة حول منظومات الاتصال السلكي واللاسلكي التي تستعملها مصالح الأمن الوطني، التي تتنوع بين الأنظمة الرقمية وتلك التي تستعمل موجات وترددات مختلفة؛ فضلا عن التعريف بدور ومهام الفرق التقنية المتخصصة المكلفة بتركيب وصيانة ومواكبة استعمال هذه الأنظمة، التي تعتبر عاملا جوهريا لضمان فعالية العمليات الأمنية وضمان التنسيق الميداني بين قاعات القيادة والتنسيق ومختلف الفرق والمصالح الأمنية الميدانية والعملياتية.
يشار إلى أن المديرية العامة تروم، من خلال هذه الأروقة، “وضع الزوار في صورة التقدم التكنولوجي ومستويات الإدماج العالي للتقنيات الحديثة في مختلف مجالات العمل الشرطي، وهو التوجه الإستراتيجي الذي تشرف عليه فرق تقنية عالية التكوين والتأهيل من المهندسين والتقنيين التابعين للمديرية العامة للأمن الوطني، تعمل على مدار السنة على مواكبة عملية تطوير واختبار الحلول والمعدات المعلوميات والبرمجيات الحديثة، قبل وضعها رهن إشارة المستعمل النهائي، ممثلا في مختلف مصالح الأمن الوطني على المستويين الجهوي واللامركزي”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :